بحث


ايهاب عطا يكتب: د. زاهي حواس يحذو حذو أساتذته الملحدين في إنكار قصة موسى وفرعون وخروج اليهود من مصر

بعد نفيه وعدم إيمانه بقصة موسى وفرعون ونفيه حادثة خروج بني إسرائيل من مصر.. ايهاب عطا يرد على د. زاهي حواس: القصة حقيقية وعلماء أثار اجتهدوا في تحديد مسار الخروج

17 مايو 2024

ايهاب عطا يكتب: د. زاهي حواس يحذو حذو أساتذته الملحدين في إنكار قصة موسى وفرعون وخروج اليهود من مصر
ايهاب عطا

من الراسخ لدينا أن علم التأويل هو الأدق وله اليد العليا على معظم العلوم الانسانية، وما اختلف فيه العلماء والباحثين يمكن لعلم التأويل البت فيه والحكم عليه، وأن علم الاثار وعلم المصريات ينقصهما الدقة والموضوعية وأن كثيرا من الحقائق أو المعلومات التاريخية التي يتم الترويج لها كحقائق علمية وتاريخية وأصبحت كالمسلمات، تنقصها الدقة وتشوبها شوائب النقص وعدم الموضوعية، وأن كثيرا من الاكتشافات الأثريه ونتائج الأبحاث والدراسات في علمي الآثار والمصريات لا تزال محل خلاف واختلاف بين العلماء، وهذا ما شهد به دكتور زاهي حواس بنفسه في كتابه "معجزه الهرم الأكبر".

وكان الدكتور زاهي حواس قد أدلى مؤخرا بتصريحات في حوار صحفي لأحد المواقع الإخبارية، أنكر فيها حدوث قصة موسى عليه السلام وفرعون وخروج بني إسرائيل من مصر بحجة أن كشوفات الآثار لم تذكر أي شيء عنها أو النقوش المصرية القديمة أو الرديات الفرعونية، ونرد عليه فيما يلي..

 ما ذكره د. "حواس" حول قصه ووجود بني اسرائيل في مصر ونبي الله موسى عليه السلام ومسار الخروج من مصر إلى سيناء ثم إلى الأرض المقدسه "فلسطين" ليس دقيقا وبه أخطاء كبيرة وذلك مرجعه لأسباب عديدة منها أن الدكتور زاهي حواس يتعامل مع قصه وجود موسى عليه السلام وبني إسرائيل في مصر من منطلق علماني ينكر الحقائق التاريخية التي أكدتها الكتب السماوية وخاصة القرآن الكريم وهو أصحها وأدقها مما لا يمكن لأي مؤمن بالأديان اسماوية أن ينكرها، فعندما سؤل نصا "إذا قصة الخروج من وجهة نظر حضرتك لم تحدث مطلقا؟" رد قائلا : " لا أعرف، لأنها موجودة في الكتب السماوية فقط، ويجب الفصل بين الآثار والدين، ليس لدينا دليل عن سيدنا ابراهيم أو سيدنا يوسف أو موسى"، ومن إجابته يتكشف لنا أن د. "زاهي حواس" إنما في ذلك يقلد ويحذو حذو مؤسسي علم اثار وعلم المصريات وهم علماء كانوا ملحدين ولا يؤمنون بالأديان السماوية وهو ما يظهر في كتاباتهم وتفسيرهم وتناولهم لكل ما يخص الدين في حياه المصري القديم مثلما تناول جيمس هنري برستيد في كتابه "فجر الضمير" ديانة المصريين وغيره الكثير من علماء الاثار والمصريات.

إن الكدتور زاهي حواس استند في نفي صحة قصة موسى عليه السلام إلى حجة قديمة لم تعد تقنع طفل صغير، ألا وهي عدم ذكر قصص الأنبياء وخاصة إبراهيم ويوسف وموسى عليهم السلام، في نقوش وسجلات المصريين القدماء، في الوقت الذي نجد دليلا قويا يتوقف أمامه  "والاس بدج" في مقدمة كتابه "آلهة المصريين" يؤكد فيه أن المعلومات المتوارثة عن ديانة المصريين القدماء غير دقيقة وغير مكتملة عندما يقول: ( إن الأبحاث الحديثة أظهرت أن الناسخين الملكيين في الإمبراطورية الحديثة (1700-700ق.م) كانوا غير قادرين على قراءة الكتابات الكهنوتية التي شكلت أسماء بعض ملوك العصور المبكرة بطريقة صحيحة ، كذلك يجب ألا ننسى ان رجال الدين في بلاط فراعين الأسرتين 18و19 كانوا أنفسهم يجهلون الكثير من الحقائق المرتبطة بدينهم وميثولوجيتهم مثلنا الآن تماما"، وهذا معناه أن تلك النقوش والأثار ليست مقياسا في الحكم على حدوث القوائع أو نفيها، ومن ثم تأتي الحاجة إلى مصادر أخرى أكثر دقة نركن إليها مثل النصوص المقدسة في القرآن ثم التوراة في فهم أحدث ووقائع ما دار بين موسى وفرعون وبني إسرائيل في مصر وهو ما أنكره د. زاهي حواس عندما قال "لا أعرف".

بل إن الأدلة على عدم دقه التاريخ المصري القديم بتصوره وتقويمه الحالي كثيرة ولا يكاد يخلو مؤلف أو مرجع من مراجع علم المصريات إلا ويؤكد كاتبه من العلماء والباحثين على عدم دقه ما بين أيديهم من معلومات مثل دكتور سليم حسن صاحب موسوعه مصر القديمه وكذلك أبو المصريات فلاندرز بيتري وجيمس هنري بريستد ومحمد العزب موسى ووالاس بدج وغيرهم كثيرين، ففي كتبهم كلهم يؤكدون على عدم دقه المعلومات التي بين أيديهم وهو ما يقر به د.سليم حسن قائلا: (عندما يفحص المؤرخ تاريخ مصر في أي عصر من عصورها القديمة تعترضه صعوبة لا يمكن التغلب عليها إلا بعد بحوث طويلة قد لاتجدي في النهاية ، وبخاصة عندما يريد إبراز شخصية فرعون من آثاره التي تركها لنا حقا يمكننا ان نعرف طراز الفرعون الخاص ، أما إبراز شخصيته وبيان الناحية التي ظهر فيها فذا ممتازا فذلك لا يتسنى لنا إلا في حالات قليلة جدا ، لأنا نرى كل فرعون يحدثنا في آثاره عن فتوحه في الخارج وما قام به من مباني وأعمال ضخمة في داخل مملكته ، وفي جمل وعبارت ومناظر تقليدية ثابته تناقلتها الملوك منذ فجر ظهور الوثائق المدونة مثل منظر ضرب الفرعون المظفر أعداءه بصولجانه ، وقد وجدناه للمرة الأولى على لوحة "نعرمر" وقد بقى هذا المنظر ينتحله كل ملك بعده حتى العهد الروماني وهذه التقاليد ثابته في المناظر الملكية . هذا ونجد مثل ذلك في النقوش التي من هذا الصنف ، فكانت متبعة عن قصد ، لأن كل فرعون يرغب في أن يظهر امام العالم بأنه هو الملك المؤله التقليدي). بل إن الدكتور زاهي حواس نفسه قال في كتابه معجزة الهرم الأكبر صفحة 127 : "كثيرا ما يحدث اختلاف في الآراء حول الاكتشافات الأثرية وتخرج إلينا تفسيرات عديدة من العلماء، فيكون بعض هذه الآراء مستندا على أدله علمية والبعض الأخر مستندا على دوافع شخصيه".

وكنت قد نشرت في دورية المنار الفكرية منذ أكثر من 15 عاما ملخصا لدراسة أعددتها، حول أخطاء علماء الآثار والمصريات في تحديد فرعون الخروج أو الملك الذي عاش في عصره نبي الله موسى والملك الذي خرج في عهده بنو اسرائيل من مصر، وهو نفسه الملك خوخو باني الهرم الأكبر، بل وأنه تمكن من وضع وتحديد تاريخ دقيق لبناء الهرم الأكبر ويرجح مشاركة بني اسرائيل في بناء الهرم الأكبر، بناء على أدلة تاريخية وأثرية عديدة، من أهمها، تحديد الفترة التي عاش فيها نبي الله يوسف عليه السلام في مصر في عهد الملك زوسر الذي حدثت في عهده المجاعة لمده سبع سنين، وهو ما سجله "نصب المجاعة" الموجود في جزيرة غرب سهيل في أسوان، وهناك أدلة كثيره كشفت عنها الدراسة تؤكد أن نبي الله موسى عاش في زمن الملك خوفو الذي بنى الهرم الأكبر، وكذلك واقعه هروب بني اسرائيل حدثت في نفس العهد، ومن الطبيعي والمتوقع أن لا يتم ذكر تلك القصة في نقوش المصريين القدماء لأسباب عده منها أن هناك أدلة مزيفة تم وضعها عمدا في النقوش المصرية القديمة لتضليلنا وهذا ثابت ابعتراف معظم علماء الأثار والمصريات، كما أن معظم النقوش المصرية القديمة هي نقوش تمجيد في شخص الملك الفرعون وتخليد ذكراه بانجازات كانت في بعض الأحيان مزيفة وملفقة باعتراف علماء الآثار والمصريات أنفسهم أيضا، والمجال لا يسمح الآن بذكرها تفصيلا لكثرتها، بالإضافة إلى أن الفترات والتواريخ التي نعتمد عليها في تقويم حياة المصريين القدماء ليست دقيقة وأن أدق تاريخ لبناء الهرم الأكبر هو في الألف 13 قبل الميلاد، ما يعني أنها بعيدة بفترة طويلة عن كل التقديرات التي وضعها العلماء لبناء الهرم الأكبر لتتماشى مع تفسيرات الكتاب المقدس والتوراة لإثبات وتأكيد وزرع حقائق مزيفة لها علاقه بتاريخ بناء هيكل سليمان ودوله بني إسرائيل في مراحلها المختلفه والمتأخرة على وجه الخصوص.

وإنني لأتعجب من تجاهل د. زاهي حواس، للجهد الذي بذله سابقيه من العلماء والباحثين أمثال د. سليم حسن، "لينان دي بلفون"، "رو برتسون" والمهندس"على بك شافعي" في أبحاثهم في تلك القضية، ونحن نجد إقرارا من د.سليم حسن عن علاقة التوراة بالجهد المضني الذي بذله العلماء لإيجاد طريق مناسب لذلك الذي ذكرته أثناء خروج بني إسرائيل من مصر فيقول في صفحة 117 من الجزأ السابع من موسوعة مصر القديمة: ( أما مسألة الطريق التي اتخذها هؤلاء القوم عند مغادرتهم البلاد المصرية إلى فلسطين فقد ظهر أنها أكثر تعقيدا من تحديد تاريخ خروجهم وقد زاد من تعقيدها انه عند تطبيقه على ما جاء في الكتب الدينية وما أظهره موسى من معجزات في أثناء سيره في طريقه إلى فلسطين وبخاصة اختراقه البحر يجعل المؤرخ الذي لا يستند إلا على آثار مادية أو كتابة معاصرة لها يقف مكتوف اليدين ، معقود اللسان.. ) ومن ثم فإننا لا نستطيع الركون إلى ما جاء فيها عن تفاصيل عملية خروج موسى وبني إسرائيل من مصر إلى فلسطين وحتى مع ترجيح العلماء لخط سير محدد تمت الأحداث عبره ومن خلاله بدأ بمدينة بررعمسيس ثم"سكوت" في الدلتا المصرية وانتهى في بيداء أو صحراء شور أو كما يفسرها د.سليم حسن في الجزأ السابع من موسعة مصر القديمة في صفحة136 على أنها صحراء شيحور ثم شبه جزيرة سيناء ثم مدين ثم كنعان "فلسطين"، وقد أفرد لهذه الوقاعة د. سليم حسن في صفحة 117، 129 ، 135 من الجزأ السابع من موسوعة مصر القديمة مساحة كبيرة محاولا تحديد مسار الخروج ما يعني إيمانه بوجود بني إسرائيل في مصر وصحة حادثة خروجهم منها على عكس ما ذهب إليه د. زاهي حواس.

 

 

 


شاهد أيضًا
جاك أميل يكتب: نحو الأفضل !!!

جاك أميل يكتب: نحو الأفضل !!!

26 يوليو 2024
ݘاك إميل يكتب: سؤال محير؟؟

ݘاك إميل يكتب: سؤال محير؟؟

02 يوليو 2024
هاني البدري يكتب ظاهرة الخبراء.. هل مرض الشهرة السبب؟

هاني البدري يكتب ظاهرة الخبراء.. هل مرض الشهرة السبب؟

04 يونيو 2024
مدحت الشيخ يكتب: جذور القضية.. والقضاء علي الهوية

مدحت الشيخ يكتب: جذور القضية.. والقضاء علي الهوية

04 يونيو 2024
ايهاب عطا يكتب: البشر يسافرون إلى المستقبل باستخدام تكنولوجيا سرية بالتعاون مع أجناس غير بشرية

ايهاب عطا يكتب: البشر يسافرون إلى المستقبل باستخدام تكنولوجيا سرية بالتعاون مع أجناس غير بشرية

01 يونيو 2024
شعيب سفير الانسانية بمطروح

شعيب سفير الانسانية بمطروح

30 مايو 2024
الكاتب الصحفي سيد بدري يكتب: الأهلي والترجي.. مباراة للمتعة أم للثأر

الكاتب الصحفي سيد بدري يكتب: الأهلي والترجي.. مباراة للمتعة أم للثأر

25 مايو 2024
ايهاب عطا يواصل كشف حقيقة المثقفين المصريين ويكتب: هل حقا جمع د. طه حسين تبرعات لتهجير اليهود إلى فلسطين؟

ايهاب عطا يواصل كشف حقيقة المثقفين المصريين ويكتب: هل حقا جمع د. طه حسين تبرعات لتهجير اليهود إلى فلسطين؟

18 مايو 2024
الكاتب اليمني موسى المليكي يكتب: أخلاقيات المهنة 20

الكاتب اليمني موسى المليكي يكتب: أخلاقيات المهنة 20

07 مايو 2024
سماح صادق قناوي تكتب: طريق أمل

سماح صادق قناوي تكتب: طريق أمل

23 ابريل 2024
الكاتب اليمني موسى المليكي يكتب: لن يتقبل الناس رأي الإعلامي إلا حينما يتحرر من القيود.

الكاتب اليمني موسى المليكي يكتب: لن يتقبل الناس رأي الإعلامي إلا حينما يتحرر من القيود.

19 ابريل 2024
عزة سارى تكتب: «محمد صلاح».. حديث الساعة

عزة سارى تكتب: «محمد صلاح».. حديث الساعة

08 ابريل 2024
عزة سارى تكتب: «محمد صلاح».. حديث الساعة

عزة سارى تكتب: «محمد صلاح».. حديث الساعة

08 ابريل 2024
سمير البحيري يكتب: إسبانيا والخطوة المهمة في الصراع العربي الإسرائيلي!

سمير البحيري يكتب: إسبانيا والخطوة المهمة في الصراع العربي الإسرائيلي!

26 مارس 2024
رقية فريد تكتب: النصف الآخر

رقية فريد تكتب: النصف الآخر

24 مارس 2024
عزة سارى تكتب: من مخيلتى

عزة سارى تكتب: من مخيلتى

24 مارس 2024
محمد الغريب يكتب: «أبواب القرآن».. وتفسير «العاصي»

محمد الغريب يكتب: «أبواب القرآن».. وتفسير «العاصي»

22 مارس 2024
محمد الغريب يكتب: «أبواب القرآن».. وتفسير «العاصي»

محمد الغريب يكتب: «أبواب القرآن».. وتفسير «العاصي»

21 مارس 2024
عزة سارى تكتب: ترنيمة روح

عزة سارى تكتب: ترنيمة روح

19 مارس 2024
سماح صادق قناوي تكتب: رحيل أحلام

سماح صادق قناوي تكتب: رحيل أحلام

19 مارس 2024
التعليقات