20 يوليو 2025
خلفية وأصل التوترات
تقع محافظة السويداء في جنوب غرب سوريا، وتشتهر بكونها معقلًا للموارنة والدروز. نشأت التوترات الأخيرة من حادثة اختطاف تاجر درزي على الطريق بين دمشق والسويداء بداية يوليو 2025، وقد تسببت في تصاعد سريع للصراع بين المجتمعات الدرزية والبدو، بعد أن قام مقاتلون بدو بخطفه، في رد فعل أدى إلى سلسلة من الاختطافات المتبادلة والاشتباكات المسلحة .
تفجر الاشتباكات واشتدادها
نقطة الاشتعال: منذ 12 يوليو، تسارعت وتيرة الاشتباكات في القرى الغربية والضواحي المحيطة بمدينة السويداء، بين الميليشيات الدروز ومقاتلي البدو .
عدد القتلى: أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 169 شخصًا (بما فيهم نساء وأطفال) وإصابة أكثر من 200 آخرين . فيما أعلنت مصادر أخرى من المرصد السوري ارتفاع القتلى إلى 321 شخصًا .
رد فعل الحكومة: أعلنت الحكومة المؤقتة بقيادة أحمد الشرع عن نشر قوات شرطة مدعومة بفِرَق عسكرية إلى المنطقة لفرض النظام وفض الاشتباكات .
تشكيل الفصائل المحلية
خلال فبراير–مارس 2025، تأسس "المجلس العسكري للسويداء" بقيادة العقيد طارق الشوفي، بدعم من الشيخ الدرزي البارز حكمت الهِجري، بهدف التنسيق الأمني والدفاع الذاتي ضد أي تهديدات مستقبلية دخلت الفصائل هذه المواجهات لاحقًا، متهمة الحكومة بارتكاب فظائع ضد الدروز.
تدخل إسرائيل والضغوط الدولية
انطلقت غارات إسرائيلية في 15 يوليو استهدفت مواقع للجيش السوري ووزارة الدفاع في دمشق، تحت ذريعة "حماية الدروز". لكن هذه الغارات دفعت الحكومة السورية إلى اعلامات بأنها لم تنسق مسبقًا مع واشنطن
تدخلت الولايات المتحدة عبر مبعوثها توماس باراك، بالتعاون مع تركيا والأردن، للضغط على الأطراف بوقف العنف وإطلاق هدنة مؤقتة .
محاولات التهدئة والاتفاقات المؤقتة
الهدنة الأولى ( 15 يوليو ( أمر وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرا بقواته بالتوقف عن العمليات إلا للرد على الهجمات المباشرة، وتم نشر الحواجز لتأمين المناطق .
تدخل حكومي رسمي ( 19–20 يوليو ) أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع عن وقف شامل لإطلاق النار بعد أن دفع الجيش والقوى الأمنية لإعادة السيطرة على المدينة وتثبيت الهدنة . وبحسب التقارير، انسحبت مجموعات البدو من المدينة بعد تدخل حكومي .
شهدت المحافظة أزمات شديدة؛ من انقطاع للمياه والكهرباء، وتعطل للمستشفيات، إضافة إلى نزوح نحو 87,000 شخص منذ 12 يوليو .
النتائج والتداعيات
بلغ عدد القتلى أكثر من 900 على تقديرات المرصد السوري لبدايات الأسبوع، بينهم مدنيون وأطفال ومقاتلون دروز وبدو .
النزاعات الحالية تؤجج مخاوف تفكك سوريا إلى مناطق ذات طابع طائفي، حيث تتواصل الدعوات بين الدروز للاستقلال الذاتي .
يعكس الحدث الأزمة الكبرى التي تواجه الحكومة المؤقتة في تحقيق الأمن والمصالحة، وسط انقسام داخلي وخارجية مضطربة بين واشنطن وتل أبيب وعمّان وأنقرة .
الوضع الراهن حتى 20 يوليو 2025
رغم إعلان وقف إطلاق النار، لا تزال الأجواء مشحونة بتوتر «هدوءًا متوتّراً»، وسط وجود قوات حكومية وأمنية في المناطق الحضرية والمطارف الغربية .
تعاني المحافظة من نقص حاد في الرعاية الصحية والمرافق الأساسية مع استمرار النزوح والدمار.
إسرائيل تفرض كلمتها بتهديدها للهجمات مع الدروز، والولايات المتحدة تلعب دور الوسيط، فيما تتابع الأمم المتحدة دعواتها للتحقيق ومراقبة الحالة الإنسانية .
المخاوف قائمة من أن يؤدي تجدد الاشتباكات إلى موجة جديدة من الانفصال، أو انفجار عنيف يعيد البلاد إلى مسار الصراع الطائفي.
التحليل والاستنتاج
طبيعة النزاع: لا يقتصر على حادثة فردية بل يعكس تراكم الإهمال والاحتقان الطائفي بين الدروز والبدو، مع تدخل متقطع من فصائل حكومية.
غياب الأمن المحلي: لقد أفرغ الانسحاب الحكومي مؤسسات المحافظة، مما أتاح للميليشيات المحلية التمدد.
العوامل الخارجية: تدخل إسرائيل، ووساطة أميركية، وضغط أردني وتركي لعب دورًا في دفع الطرفين نحو وقف إطلاق نار هش.
النتائج الإنسانية: نزوح هائل، نفاد موارد أساسية، واستشهاد أطفال ونساء، الأمر الذي قد يفاقم الأزمات الاجتماعية.
الآفاق المستقبلية: لا تزال السويداء مسرحًا لتوترات متجددة، ويعتمد الاستقرار على: تثبيت المدنيين، ضمان حيادية القوات الحكومية، ودور مؤسسات المجتمع المحلي في إدارة الملف.