في تاريخ الإسلام أسماء لامعة صنعت الفارق في نشر الدعوة الإسلامية وتوسيع رقعة الدولة الإسلامية، ومن بين هؤلاء يبرز اسم الصحابي الجليل عمرو بن العاص، الذي اقترن اسمه بفتح مصر، وإقامة أول مسجد في القارة الإفريقية.
30 ابريل 2025
في تاريخ الإسلام أسماء لامعة صنعت الفارق في نشر الدعوة الإسلامية وتوسيع رقعة الدولة الإسلامية، ومن بين هؤلاء يبرز اسم الصحابي الجليل عمرو بن العاص، الذي اقترن اسمه بفتح مصر، وإقامة أول مسجد في القارة الإفريقية.
ولد عمرو بن العاص في مكة المكرمة قبل البعثة النبوية، في بيت من بيوت قريش المعروفة، وكان من دهاة العرب في الجاهلية، يتميز بالحكمة، والحنكة السياسية، والفصاحة، وسرعة البديهة.
أسلم عمرو في العام الثامن للهجرة، أي قبل فتح مكة بقليل، وكان إسلامه فتحًا في ذاته لما يتمتع به من مكانة وشخصية مؤثرة. وكان النبي ﷺ يقدّره ويُحسن وفادته، وقد ولاه على بعض المناطق بعد إسلامه لما لمس فيه من كفاءة.
شارك عمرو بن العاص في معارك الشام إلى جانب خالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح، وكان له دور بارز في معركة أجنادين واليرموك، حيث أثبت فيها ذكاءه العسكري وقدرته على إدارة المعارك ببراعة.
فتح فلسطين
كان له دور محوري في فتح بيت المقدس، وشارك في حصار القدس حتى تم فتحها في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
فتح مصر
يُعد فتح مصر أبرز إنجازات عمرو بن العاص، وقد تم ذلك سنة 20 هـ / 641 م، حيث قاد جيشًا صغيرًا عبر صحراء سيناء، وتمكن بخطة محكمة من فتح حصن بابليون، الذي كان من أعظم الحصون الرومانية في إفريقيا.
بذكائه الدبلوماسي والعسكري، تمكن من ضم المصريين إلى صفوف المسلمين، وحرص على تأمين الأقباط وحفظ حقوقهم، مما سهل استقرار الحكم الإسلامي في البلاد.
يقع المسجد في منطقة الفسطاط، وهي أول عاصمة إسلامية في مصر، ضمن حي مصر القديمة في العاصمة القاهرة.
تاريخ الإنشاء
بُني المسجد عام 21 هـ / 642 م، بأمر من عمرو بن العاص بعد فتح مصر، وكان المسجد بسيط البناء في البداية، يتكون من جذوع النخل وسعف النخيل، وتم توسعته وتطويره عدة مرات على مر العصور الإسلامية.
يُعد المسجد أول مسجد يُبنى في القارة الإفريقية، وهو شاهد على دخول الإسلام إلى مصر، ويُعرف بين العامة بلقب "تاج الجوامع".
تطوره المعماري
شهد المسجد عدة توسعات في العصور الأموية والعباسية، وأُعيد ترميمه في عهد المماليك والعثمانيين، وقد حافظ على مكانته كأحد المساجد الكبرى التي يؤمها المصلون والعلماء والطلاب.
أهم ملامحمة المعمارية اليوم
يحتوي على صحن فسيح وأروقة.
له عدة مآذن ومنبر أثري.
يتميز بمحرابه المزخرف.
يضم مجموعة من الأعمدة الرخامية الأثرية التي تعود للعصور القديمة.
يُعتبر مسجد عمرو بن العاص من أبرز منابر الدعوة الإسلامية في مصر، وقد تعاقب على منبره عدد من الخطباء والدعاة المعروفين، من أبرزهم:
الشيخ محمد متولي الشعراوي: الذي ألقى فيه عدة خطب مميزة، وارتبط اسمه بحب الناس للموعظة الحسنة.
الشيخ عبد الحميد كشك: الذي كان له أسلوب فريد في الخطابة وجذب الحشود.
الشيخ محمد حسان: أحد أشهر الدعاة المعاصرين، وله حضور بارز في المسجد، خاصة خلال صلاة التراويح.
الشيخ حجاج الهنداوي والشيخ محمود صديق المنشاوي في مجال التلاوة القرآنية خلال المناسبات الدينية.