الذهب يقترب من أعلى مستوى تاريخي بدعم من تراجع الدولار وتوقعات خفض الفائدة

 رويترز - شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في تداولات اليوم الإثنين الموافق 29 سبتمبر 2025 ، حيث واصلت التحرك قرب مستوياتها التاريخية، مستفيدة من تراجع قيمة الدولار الأمريكي وتعزز التوقعات المتعلقة بإمكانية خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة المقبلة.

وبحسب بيانات السوق، ارتفع المعدن النفيس في المعاملات الفورية بنسبة تقارب 0.5% ليصل إلى مستوى 3776.72 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 01:50 بتوقيت غرينتش. ويأتي هذا الأداء بعد أن سجل الذهب في الأسبوع الماضي مستوى قياسيًا جديدًا بلغ 3790.82 دولار للأوقية، بينما استقرت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر عند 3806.20 دولار.

هذا الصعود  التاريخي يرتبط بشكل مباشر بتراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% أمام سلة من العملات الرئيسية، وهو ما يجعل الذهب المقوّم بالدولار  الأمريكي أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يمتلكون عملات أخرى، نظرًا لانخفاض التكلفة النسبية للشراء.

كما تعكس حركة الأسعار توقعات قوية في الأسواق بأن الفيدرالي الأمريكي قد يباشر خفض أسعار الفائدة، حيث تشير أداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة "سي.إم.إي" إلى أن المتعاملين يراهنون بنسبة 90% على خفض محتمل في أكتوبر المقبل، وبنسبة تقارب 65% على خفض إضافي في ديسمبر. هذه التقديرات تعزز الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات السياسات النقدية الميسرة.

في الوقت نفسه، تتركز أنظار المستثمرين على حزمة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المرتقبة خلال الأسبوع، تشمل إحصاءات الوظائف الشاغرة، وتقرير التوظيف في القطاع الخاص، ومؤشر مديري المشتريات الصناعي، فضلًا عن تقرير الوظائف غير الزراعية المرتقب يوم الجمعة. هذه المؤشرات ستوفر أدلة إضافية حول قوة الاقتصاد الأمريكي وتوجهات السياسة النقدية.

أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد واصلت الفضة تعزيز مكاسبها لترتفع بنسبة 0.6% وتصل إلى 46.26 دولار للأوقية. وحقق البلاتين صعودًا قويًا بنسبة 2.2% مسجلًا 1602.45 دولار للأوقية، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.8% ليبلغ 1279.68 دولار.

ويُظهر هذا المشهد العام أن الأسواق العالمية لا تزال تتعامل بحذر مع تطورات الاقتصاد الأمريكي، فيما يظل الذهب والمعادن النفيسة الأخرى في موقع قوة كمخزن للقيمة ووسيلة للتحوط ضد تقلبات أسعار الفائدة وحركة العملات.