23 اكتوبر 2025

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن القمة المصرية الأوروبية التي عُقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل تمثل محطة جديدة ومهمة في مسار العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن القاهرة تسعى إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية مع دول أوروبا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الرئيس السيسي، اليوم الأربعاء، مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، في ختام أعمال القمة المصرية الأوروبية الأولى من نوعها مع دولة في شرق المتوسط.
وأوضح الرئيس السيسي أن الاتحاد الأوروبي يُعد الشريك التجاري الأول لمصر، حيث تمثل الاستثمارات الأوروبية نحو 32% من إجمالي حجم الاستثمارات الأجنبية داخل البلاد، وهو ما يعكس عمق العلاقات الاقتصادية والتجارية التي تربط الجانبين منذ عقود.
وأشار الرئيس المصري إلى أن القمة شكلت فرصة متميزة لمناقشة القضايا الإقليمية الملحّة، مؤكدًا أن مصر تواصل جهودها المكثفة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، داعيًا إلى إطلاق عملية إعادة إعمار غزة بمشاركة فاعلة من الدول الأوروبية. كما شدد على ضرورة تحقيق الاستقرار في ليبيا عبر إخراج جميع المرتزقة والقوات الأجنبية، إلى جانب تعزيز التعاون المشترك لدعم استقرار السودان وتخفيف معاناة شعبه.
وأكد السيسي أن مصر تقف على أعتاب مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي مع أوروبا، مدعومة بحزمة من الإصلاحات الاقتصادية الناجحة التي أشادت بها المؤسسات الدولية، ما يسهم في تحسين بيئة الاستثمار وجذب مزيد من الشركاء الأوروبيين.
وشهدت القمة المصرية الأوروبية الأولى مشاركة واسعة من كبار المسؤولين من الجانبين المصري والأوروبي، إضافة إلى ممثلين عن مؤسسات التمويل الدولية وقطاعات الصناعة والتكنولوجيا. وناقش الحضور سبل تعزيز التكامل الاقتصادي والصناعي، وتحويل الرؤى المشتركة إلى شراكات استثمارية ملموسة تخدم مصالح الشعوب وتدفع مسيرة النمو المستدام.
وتأتي هذه القمة تتويجًا لجهود مشتركة بين القاهرة وبروكسل لتعزيز التعاون متعدد الأبعاد، ضمن رؤية طموحة تضع الاستثمار والابتكار والتنافسية المستدامة في صلب أولوياتها، وتؤكد الدور المحوري لمصر كجسر استراتيجي يربط بين الأسواق الأوروبية والإفريقية والشرق أوسطية.