03 ديسمبر 2025

نقلت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، عن مصدر مصري مسؤول، نفيه القاطع لما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن وجود تنسيق مع القاهرة لفتح معبر رفح البري خلال الأيام المقبلة لخروج عدد من سكان قطاع غزة إلى مصر، مؤكدًا أن تلك الادعاءات «غير صحيحة تمامًا» ولا تستند إلى أي معلومات دقيقة أو اتصالات رسمية.
وقال المصدر، في تصريحات نقلتها الهيئة، إن مصر ملتزمة بمواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، مؤكّدًا أن فتح المعبر – في حال التوافق بشأنه – سيكون في الاتجاهين للدخول والخروج، وليس لخروج الفلسطينيين فقط كما ادعت بعض القنوات العبرية. وأضاف أن أي تحرك يخص المعبر سيكون وفقًا لما ورد في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بتثبيت التهدئة وآليات التعامل الإنساني مع القطاع، وليس وفقًا لروايات إعلامية إسرائيلية تهدف إلى إثارة البلبلة.
وكانت القناة 13 العبرية قد زعمت في وقت سابق، أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يتضمن ترتيبات محددة، من بينها فتح معبر رفح خلال الأيام المقبلة، بما يسمح بخروج عدد من سكان القطاع إلى الأراضي المصرية. وأضافت القناة أن عملية الخروج – حسب زعمها – ستكون بالتنسيق بين القاهرة وتل أبيب، وبموافقة أمنية من إسرائيل، وتحت إشراف وفد من الاتحاد الأوروبي، على غرار الآلية التي جرى استخدامها في يناير الماضي.
ورغم تداول هذه المزاعم بشكل واسع في الإعلام الإسرائيلي، فإن القاهرة شددت على أن معبر رفح لم يكن يومًا بوابة تهجير، وأن مصر ترفض أي مخططات أو ترتيبات تستهدف تفريغ قطاع غزة من سكانه أو تغيير طبيعته الديموغرافية، مؤكدة أن دورها ينحصر في تقديم الدعم الإنساني والإغاثي للفلسطينيين، والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار.
وتحظى مسألة فتح المعبر باهتمام بالغ نظرًا لما يمثله من شريان أساسي للقطاع المحاصر، إلا أن القاهرة تعتبر هذا الملف «سياديًا ودقيقًا» ولا يمكن التعامل معه عبر تسريبات إعلامية أو روايات منقوصة، بل من خلال اتفاقات رسمية وتفاهمات واضحة.
وبهذا النفي الرسمي، قطعت مصر الطريق على محاولات إسرائيلية متكررة لخلق انطباع بوجود ترتيبات لفتح المعبر بشكل يخدم أهدافها السياسية، في وقت تواصل فيه القاهرة جهودها الدبلوماسية لتثبيت التهدئة وتخفيف المعاناة الإنسانية عن سكان غزة.