03 نوفمبر 2025

انعقدت في القاهرة جولة الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية حول القضايا الأفريقية، في إطار العلاقات الثنائية المتنامية والتنسيق المشترك حيال الملفات الإقليمية. ترأس الجانب المصري الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، فيما ترأس الجانب الأمريكي مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية، بمشاركة مايكل ريجاس نائب وزير الخارجية للإدارة والموارد.
تناولت الجلسات، التي عقدت يوم الأحد 2 نوفمبر، عدداً من القضايا الإقليمية البارزة في القارة الأفريقية، منها تطورات الأوضاع في السودان وليبيا ومنطقة الساحل الأفريقي والقرن الأفريقي، بالإضافة إلى ملف الأمن المائي المصري.
وأوضح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الجانبين أكدا عمق الشراكة الاستراتيجية التي تربط القاهرة وواشنطن، ودورها المحوري في دعم الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط وأفريقيا. وأعرب الطرفان عن تطلعهما لمواصلة التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وتعزيز آليات التشاور بينهما.
وأكد الوزير بدر عبد العاطي خلال المباحثات أهمية الدور الأمريكي في إنهاء النزاعات داخل القارة، مشيدًا بمواقف واشنطن تجاه تسوية الأزمات، ومشيراً إلى أن مصر تسعى إلى بناء شراكة ثلاثية مصرية–أمريكية أفريقية تعزز التنمية والاستقرار في القارة، من خلال مؤسساتها التنفيذية كـ«الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية» و«مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات».
كما ناقش الجانبان الأوضاع في السودان، حيث جدد الوزير عبد العاطي دعم مصر لوحدة واستقرار السودان، ودعا إلى هدنة إنسانية شاملة تتيح إطلاق عملية سياسية، مؤكداً استمرار مصر في تقديم المساعدات الإنسانية وضرورة فتح ممرات آمنة للإغاثة.
وفي الملف الليبي، شدد الوزير على موقف مصر الثابت الرافض لأي تدخلات خارجية أو وجود عسكري أجنبي، ودعمها لحل ليبي–ليبي يحقق تطلعات الشعب الليبي وإجراء انتخابات في أقرب وقت.
أما فيما يتعلق بالساحل الأفريقي والقرن الأفريقي، فقد حذر الوزير من تنامي خطر الإرهاب في القارة، داعيًا إلى مقاربة شاملة تجمع بين البعدين الأمني والتنموي، وأكد ضرورة احترام سيادة الدول وتسوية النزاعات بالوسائل السلمية.
وفي ملف الأمن المائي، أعاد الوزير التأكيد على أن نهر النيل شريان الحياة لمصر، مشددًا على التزام القاهرة بمبادئ القانون الدولي ورفضها للإجراءات الأحادية في حوض النيل الشرقي.
من جانبه، أشاد المسؤول الأمريكي مسعد بولس بدور مصر المحوري في دعم السلام والاستقرار بالقارة الأفريقية، مؤكدًا حرص واشنطن على تعزيز الشراكة مع القاهرة لتحقيق المصالح المشتركة ومواجهة التحديات الإقليمية.
بهذه الجولة، تؤكد القاهرة وواشنطن التزامهما بمواصلة التنسيق والعمل المشترك، بما يخدم الأمن والاستقرار والتنمية في أفريقيا والمنطقة.