13 نوفمبر 2025

تحولت واقعة تعرض الإعلامي شريف مدكور للإساءة عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى درس في الأخلاق والتسامح، وهذا بعد أن قرر مواجهة الموقف بطريقة قانونية وإنسانية، مقدما نموذجا راقيا في التعامل مع التنمر الإلكتروني.
وكشف مدكور، في بث مباشر عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، تفاصيل الواقعة التي بدأت عندما نشرت إحدى الصفحات صورتين له،
إحداهما حديثة والأخرى من فترة الثانوية العامة، لتنهال عليه التعليقات المتباينة بين الإيجابية والسلبية.
لكن تعليقا واحدا وصفه بـ"المسيء وغير اللائق" دفعه إلى التحرك فورا لحماية نفسه قانونيا.
وأوضح الإعلامي أنه توجه مباشرة إلى مباحث الإنترنت بالعباسية، وحرر بلاغا رسميا ضد الشخص المسيء،
مؤكدا أنه قرر هذه المرة عدم السكوت على أي تجاوز لفظي.
وأضاف أن تتبع الحساب كشف أن صاحب التعليق رجل يبلغ من العمر 59 عاما ويقيم في منطقة حلوان.
وتواصلت ابنة المتهم مع شريف مدكور لتقديم الاعتذار نيابة عن والدها،
مشيرة إلى أنه تم القبض عليه بالفعل وأفرج عنه لاحقا بعد دفع كفالة قدرها 10 آلاف جنيه، وهذا على أن تحال القضية إلى المحكمة الاقتصادية للنظر فيها.
لكن شريف مدكور فاجأ الجميع بقرار إنساني غير متوقع، إذ اشترط للتنازل عن البلاغ أن يتوجه الرجل إلى مستشفى أهل مصر للتبرع لصالح المصابين،
وأن يلتقط صورة تذكارية أثناء التبرع إلى جوار صورته في المستشفى.
وبالفعل، نفذ الرجل الشرط وقدم اعتذاره العلني، مما دفع مدكور إلى التنازل عن القضية احتراما لظروفه وتقديرًا لخطوته.
وأكد الإعلامي أن هدفه لم يكن العقاب، بل نشر ثقافة احترام الآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي،
مشددا على أن السوشيال ميديا يجب أن تكون مساحة للتفاعل الإيجابي لا للإساءة أو التنمر. ودعا متابعيه إلى تحويل أي تجربة سلبية إلى عمل نافع يخدم المجتمع.
وختم شريف مدكور حديثه برسالة توعوية قال فيها: “القانون مهم، لكن الإنسانية أهم. كلنا نقدر نحول الموقف السيئ لشيء جميل لو عندنا نية الإصلاح مش الانتقام.”