مسرحية ”الست”| أداء رحاب مطاوع يثير جدلا حادا.. البعض وصفها: عبقرية.. وآخرون: مغامرة خطرة

وسط أجواء مفعمة بالحيوية والإبداع، تألّقت النجمة رحاب مطاوع على خشبة مسرح مصر الجديدة في العرض الاستثنائي لمسرحية “الست”، التي تحمل توقيع الكاتب والمخرج ناصر عبدالحفيظ، مؤسس مشروع “المسرح الثري”. العرض يشكّل جزءاً من الموسم الشتوي لفرقة المسرح المصري، ويعيد الحياة إلى خشبة المسرح الحي، جاذباً جمهوراً واسعاً ومتنوّعاً.

فريق عمل متكامل

لم يقتصر الإبداع في “الست” على المخرج فحسب، بل كان عملاً جماعياً متناغماً:

الفنان الشاب إسلام ماكي ساعد في الإخراج، مضيفاً لمسة حديثة على رؤية المخرج.

والفنان القدير أحمد رحومة قام بدور المخرج المنفذ، مطلعاً على التفاصيل الدقيقة للأداء والتنفيذ الفني.

والكاتبة الصحفية أسماء عفيفي أشرفت على العمل بشكل عام لضمان تماسك العرض وسلاسة السرد الدرامي.

وجني ناصر تولت إدارة السوشيال ميديا، مساعدةً في إيصال تجربة المسرحية إلى الجمهور الرقمي والصحف المحلية والعربية عبر وكالة ANG بأسلوب مبتكر وفاعل.

أداء أكابيلا وأبعاد درامية متجددة

تقدم “الست” تجربة مسرحية فريدة تمزج بين الدراما والموسيقى، مع اعتماد العرض على الأداء أكابيلا — أي غناء مباشر بدون موسيقى مسجلة — مما يجعل الأداء التمثيلي والغنائي حيّاً وأكثر حميمية وتأثيراً.

وقد نجحت رحاب مطاوع في توصيل عمق الشخصية التي تجسدها، مستخدمة تعابيرها الجسدية والصوتية لتجعل الجمهور يعيش كل لحظة، وقوبلت مشاهدها الدرامية والغنائية بالاستمتاع والتصفيق الحار.

المخرج ناصر عبدالحفيظ صاغ رؤية إخراجية متكاملة للنص من تأليفه، مدعومة بتصميم إضاءة وسينوغرافيا دقيقة،

لتعكس فلسفة “المسرح الثري” التي تركز على الجسد والصوت والرموز التعبيرية بدل الاعتماد على الديكور التقليدي، ما أضفى على العمل بعداً جديداً في المشهد المسرحي المصري.

رحلة العرض من المونديال إلى القاهرة

بدأت المسرحية بعرضها في مونديال المسرح المغاربي، حيث مثلت فرقة المسرح المصري مصر كضيف شرف، ولاقت إشادة نقدية وجماهيرية واسعة.

ثم قدمت عروضاً محلية ناجحة في مسرح الحياة بوسط القاهرة، قبل أن تصل إلى جمهور مصر الجديدة في عرض مزدوج ضمن نفس الليلة مع العرض الكوميدي الاجتماعي “متجوزين واللا..!؟”، في محاولة لإعادة إحياء مسرح القطاع الخاص.

استقطب العرض جمهوراً متنوعاً من عشاق المسرح التقليدي والمهتمين بالفن الحديث، الذين تفاعلوا بشكل كبير مع الأداء الموسيقي والدرامي.

وتأتي “الست” في إطار جهود فرقة المسرح المصري لتقديم أعمال مسرحية ثرية تعكس هموم المجتمع المصري وتطرح رؤى فنية جديدة، مؤكدة قدرة المخرج ناصر عبدالحفيظ وفريقه على الجمع بين التجريب والاحترافية.

نجاح العرض دفع الفريق للتفكير في توسيع نطاقه محلياً ودولياً، وربما تنظيم جولات مسرحية، ما يعكس طموحاً حقيقياً لتدويل التجربة المسرحية المصرية المعاصرة،

مع توظيف الذكاء الصناعي ووسائل التواصل لمواكبة العصر ومخاطبة قاعدة جماهيرية أوسع.

ليست مجرد عمل فني

مسرحية “الست” ليست مجرد عمل فني، بل تجربة مسرحية متكاملة، تدمج بين الأداء الموسيقي والدرامي، وتجعل الجمهور شريكاً في اللحظة المسرحية. العمل يعكس قدرة المسرح المصري على الابتكار والتميز،

ويبرز فريق عمل متكامل من المخرجين والمساعدين والمشرفين، مما يجعل من “الست” تجربة لا تُنسى لكل من يشاهدها