26 يوليو 2025
جماعة الإخوان المسلمين، التي تأسست في عام 1928 في مدينة الإسماعيلية على يد حسن البنا، تدّعي منذ نشأتها أنها جماعة دعوية إصلاحية إسلامية، إلا أن مراجعة دقيقة لتاريخها يفضح الوجه الحقيقي للتنظيم: تنظيم سياسي عقائدي يستخدم الدين ستارًا لأجندة سلطوية، ويؤمن بالعنف وسيلةً لتحقيق أهدافه. إن تاريخ الإخوان في مصر منذ نشأتهم وحتى اليوم، حافل بالاغتيالات، والتفجيرات، والتحريض، والتآمر على الدولة، ومحاولات فرض الهيمنة عبر اختراق مؤسسات الدولة، وصولًا إلى التحالفات مع التنظيمات الإرهابية.
في هذا المقال المفصل، نستعرض الجرائم التي ارتكبتها جماعة الإخوان المسلمين في مصر عبر ما يقرب من قرن من الزمان، مع توثيق المصادر وتحليل السياقات السياسية والتاريخية لهذه الجرائم.
التأسيس والتنظيم الخاص ( 1928-1949 )
بدأ حسن البنا دعوته بدعوى الإصلاح الديني والاجتماعي، مستغلاً انهيار الخلافة العثمانية وشعور المسلمين بالضعف والهزيمة، إلا أن سرعان ما انتقل التنظيم من الدعوة إلى التنظيم السري المسلح، والمعروف باسم "التنظيم الخاص"، وهو الذراع العسكري للجماعة الإرهابية.
من أبرز جرائم تلك المرحلة :
اغتيال القاضي أحمد الخازندار عام 1948، بسبب حكمه ضد بعض أعضاء الجماعة.
اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في ديسمبر 1948، بعد قرار حل الجماعة.
وفي نفس العام، ضبطت الشرطة أسلحة ومتفجرات في مقرات الجماعة، ما أكد وجود نشاط عسكري سري.
صراع مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومحاولة اغتياله ( 1950–1965 )
في أعقاب ثورة يوليو 1952، حاول الإخوان التغلغل في النظام الجديد، لكن الخلاف مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بلغ ذروته في محاولة اغتياله بميدان المنشية في أكتوبر 1954. وقد تبين ضلوع الإخوان في هذه المحاولة، ما أدى إلى حل الجماعة مجددًا واعتقال قياداتها.
أبرز ما ميّز هذه المرحلة هو صعود سيد قطب، الذي كتب كتابه الشهير "معالم في الطريق"، داعيًا فيه إلى تكفير المجتمعات وتأسيس جماعة مسلحة لإقامة "حكم الله" كما يدعي . أصبح فكرسيد قطب الأساس الذي استندت إليه لاحقًا التنظيمات الجهادية مثل القاعدة وداعش.
التسعينيات – العودة تحت مظلة العمل الخيري والسياسي
مع نهاية السبعينات وبداية حكم الرئيس الراحل محمد أنورالسادات، تم الإفراج عن الإخوان، واستُخدموا كوسيلة لمواجهة التيارات اليسارية. دخلوا الجامعات، النقابات، والجمعيات الخيرية. ولكن بحلول التسعينات، بدأت الجماعة بإعادة تنظيم نفسها داخليًا على المستويين السياسي والتنظيمي، مع الحفاظ على التنظيم السري.
أبرز الممارسات :
استغلال الجمعيات الخيرية للتجنيد السياسي.
اختراق النقابات المهنية واستخدامها كمنابر للدعاية الأيديولوجية.
أحداث يناير واختطاف الدولة ( 2011–2013 )
مع اندلاع ثورة 25 يناير، استغلت جماعة الإخوان حالة الفوضى لتأسيس حزب "الحرية والعدالة"، وخاضت انتخابات البرلمان والرئاسة. فاز محمد مرسي برئاسة الجمهورية عام 2012، وهو أول وآخر رئيس إخواني لمصر.
لكن خلال عام واحد من الحكم . سعى الإخوان إلى "أخونة الدولة".
حيث تم إصدار إعلان دستوري في نوفمبر 2012 منح الرئيس صلاحيات مطلقة.
قُمعت التظاهرات السلمية المعارضة.
تم التعاون مع تنظيمات في غزة وسيناء.
السقوط واللجوء إلى الإرهاب ( 2013–2025 )
بعد ثورة 30 يونيو 2013، تدخل الجيش وأعلن خارطة طريق سياسية جديدة لمصر . وبعدها بدأت جماعة الأخوان الإرهابية في تبني العنف المسلح صراحةً.
أبرز الجرائم:
تفجير مديرية أمن الدقهلية ( ديسمبر 2013 ).
اغتيال النائب العام هشام بركات ( يونيو 2015 ).
استهداف دور العبادة والكمائن العسكرية في سيناء.
تأسيس تنظيمات مسلحة مثل "حسم" و"لواء الثورة".
الإخوان والتنظيمات الإرهابية العابرة للحدود
امتد تأثير الجماعة إلى خارج مصر، وأسهمت في دعم وتأسيس منظمات إرهابية:
تأثير فكري مباشر على القاعدة وداعش.
حتى أن وثائق أمريكية صنّفت العديد من الجمعيات التابعة للإخوان في أوروبا وأمريكا كواجهات لتمويل الإرهاب.
الملاحقة القضائية وتصنيفها إرهابية
في ديسمبر 2013، صنفت الحكومة المصرية جماعة الإخوان منظمة إرهابية. تبعتها المملكة العربية السعودية، الإمارات، والبحرين. وأدرج العديد من قياداتها على قوائم الإرهاب الدولية.
القضايا:
قضية اغتيال النائب العام.
قضية "التخابر مع جهات أجنبية".
قضايا تفجير الكنائس في طنطا والإسكندرية.
جماعة الإخوان المسلمين في مصر ليست جماعة دعوية كما تدعي، بل تنظيم سياسي مسلح يعتمد على العنف والخداع. على مدار نحو مئة عام، لم تقدم الجماعة نموذجًا حضاريًا ، بل كانت أداة فوضى وتخريب في يد من يسعون لتقسيم الدول العربية وخاصة مصر.
إن إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب لم يكن قرارًا سياسيًا فحسب، بل ضرورة أمنية ووطنية. وحتى اليوم، ما زال العالم يواجه تحدي شبكات الإخوان المنتشرة تحت عباءة العمل الخيري والدعوي، والتي تحتاج إلى مراقبة وتفكيك من أجل الحفاظ على الأمن القومي.