06 يونيو 2025
في يوم الجمعة، 6 يونيو 2025، شهد قطاع غزة تصعيدًا ميدانيًا وإنسانيًا خطيرًا، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها السكان المدنيون.
أفادت مصادر طبية فلسطينية بسقوط 35 شهيدًا، بينهم نساء وأطفال، نتيجة غارات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة من القطاع منذ فجر اليوم. كما استُشهد فلسطينيان في قصف استهدف تجمعًا قرب مستشفى الأمل غرب خان يونس جنوب القطاع. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن مستشفيات ناصر، الشفاء، والمعمداني استقبلت منذ فجر اليوم جثامين 22 شهيدًا، توزّعوا على مناطق مختلفة من قطاع غزة، في مشهد يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة..
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أربعة من جنوده وإصابة آخر خلال اشتباك في قطاع غزة، حيث قُتل الجنود الأربعة في انهيار مبنى في خان يونس بجنوب القطاع.
تواصل الأزمة الإنسانية في غزة تفاقمها بوتيرة غير مسبوقة، حيث حذّرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن عملية توزيع المساعدات باتت تشكّل 'فخًا مميتًا'، في ظل استهداف متواصل للمدنيين، بما في ذلك الأطفال، والطواقم الطبية، والعاملين في المجال الإنساني، ما يضاعف من معاناة السكان ويقوّض جهود الإغاثة. وأكدت الأونروا أن ما يقارب 50 ألف طفل في قطاع غزة سقطوا ما بين شهيد وجريح خلال فترة لا تتجاوز عشرين شهرًا، في مأساة تفيض بالألم وتختزل حجم الكارثة التي تطال براءتهم في ظل حرب لا ترحم.
على الصعيد الدولي، وصف رئيس المجلس الأوروبي الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه "غير مقبول"، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي يعمل على تقييم مدى التزام إسرائيل بالقانون الدولي في ظل التطورات الأخيرة.
من جانبه، لمّح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى إمكانية اتخاذ 'إجراءات ملموسة إضافية' ضد إسرائيل، على خلفية تصاعد الحرب في غزة، وذلك خلال لقائه بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في إشارة إلى تنامي الاستياء الدولي من استمرار التصعيد العسكري .
وفي خضم هذه التطورات المتسارعة، تواصل السلطات الإسرائيلية منع دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة منذ اندلاع الحرب، ما يُعقّد مهمة نقل الحقائق وتوثيق الانتهاكات على الأرض، ويُلقي بعبءٍ ثقيل على كاهل الإعلام العالمي للبحث عن سبل بديلة تضمن إيصال الصورة الكاملة لما يجري داخل القطاع المحاصر.
تستمر الأوضاع في غزة بالتدهور، وسط تصعيد عسكري متواصل وأزمة إنسانية خانقة، في ظل غياب حلول سياسية تلوح في الأفق.