23 يونيو 2025
يشهد قطاع غزة تصاعدًا كبيرًا في وتيرة القتال منذ مارس 2025، بعد فتح جبهات جديدة في الحرب الإقليمية بين إسرائيل وإيران. الهجمات الإسرائيلية توزعت عبر الأجواء والبر والبحر، مما أسفر عن تدمير واسع للبنية التحتية المدنية وتزايد عدد الضحايا الفلسطينيين منذ استئناف العمليات العسكرية .
في غضون الأيام الأخيرة، واصل الجيش الإسرائيلي حملته، ما أدى لمقتل وإصابة المئات، بما فيهم كثيرون أثناء محاولتهم الوصول لمراكز توزيع الغذاء . حتى 18 يونيو، قدرت خلية الصحة أن نحو 55,637 فلسطينيًا و129,880 جريحًا، بينهم نساء وأطفال، منذ أكتوبر 2023 .
أزمة الغذاء والوصول للمساعدات
منذ نهاية مايو، أدخلت ( مؤسسة غزة الإنسانية ) توزيع مساعدات غذائية في جنوب غزّة بإشراف إسرائيلي-أميركي . ورغم توزيع ملايين الوجبات، شهدت نقاط التوزيع حوادث إطلاق نار نتج عنها قتل وإصابة مئات من المواطنين في طوابير المساعدات .
منظمة الأمم المتحدة حذّرت من خطر المجاعة المنهجي: «فقط 40% من مرافق المياه تعمل، وقد بدأت الأطفال يموتون من العطش» . يُضاف إلى ذلك مئات الآخرون الذين قتلوا خلال محاولات الحصول على مواد غذائية أو أثناء مرور شاحنات الإغاثة نحو غزة .
الوضع الصحي والإنساني
الاستشفاء والأدوية: المستشفيات تعمل بطاقة شبه مفقودة والدواء والوقود شحيحان، ما أجبر الطواقم على مواجهة ضغوط قصوى .
سوء تغذية الأطفال: أكثر من 2,700 طفل دون سن الخامسة مصابون بسوء التغذية الحاد في نهاية مايو ، كما أن 55,000 امرأة حامل يواجهن مخاطر صحية كبيرة مع زيادة حالات الإجهاض والمضاعفات .
نزوح داخلي هائل: منذ 18 مارس، نزح أكثر من 680,000 فلسطيني إلى مراكز مؤقتة مزدحمة في الملاجئ والمباني المتضررة والشوارع، بينما يخضع معظم القطاع – حوالي 82.4% – لقيود عسكرية أو أوامر إخلاء .
جهود الإغاثة الدولية
تشهد غزة حركة تضامن واسعة: من دعوات مؤتمر نيويورك الدولي لحل الدولتين الذي تأجل بسبب التصعيد الإسرائيلي-الإيراني ، إلى مسيرات “المسيرة العالمية لغزة” بمشاركة آلاف الناشطين في مصر عبر معبر رفح . تأتي هذه الجهود في ظل إدانة الأمم المتحدة لإجراءات المساعدات التي تنسقها GHF، مطالبة بإعادة السماح للأمم المتحدة ومنظماتها بالوصول الكامل للاستجابة الإنسانية دون عوائق .
تأثير الحرب على البيئة
ألحقت الحرب أضرارًا جسيمة بالبنى التحتية المدنية: شبكة الصرف الصحي تحطمت، ما تسبب في تسريب مئات الآلاف من الأمتار المكعبة من مياه الصرف غير المعالجة يوميًا في البحر، وتلوث المياه الجوفية مع مخاطر صحية مزمنة .
التطورات العسكرية الإقليمية
التطورات الإقليمية أحدثت بلبلة إضافية بالفترة الماضية. مع تصاعد تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران، شنت الولايات المتحدة ضربات جوية على إيران، وردّت الأخيرة بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة تجاه إسرائيل هذا التصعيد الإقليمي أزاح الأضواء عن المأساة الإنسانية المتفاقمة في غزة، فيما واصلت إسرائيل تصعيد عملياتها العسكرية هناك، مستغلة حالة التوتر السائدة في المنطقة.
النتائج والمتوقع
خطر المجاعة يتزايد، والوضع الصحي يهدد بانهيار كامل حال عدم وصول الوقود وإمدادات الإغاثة.
المجتمع الدولي تواجه تحدي مواجهة التصعيد العسكري دون نسيان المعاناة الإنسانية.
خطوات مقبلة: ضغوط محتملة لعقد مؤتمر دولي حين تهدأ الجبهات، واستمرار مسيرات وكفاح لإيصال المساعدات.
وفي النهاية فأن قطاع غزة يعيش أسوأ أزمة إنسانية منذ عقود، وسط تصاعد قتال عسكري واسع، انهيار في الخدمات الأساسية، تفاقم سوء التغذية، وكارثة صحية وبيئية. رغم جهود فردية وجماعية، تبدو الحلول قصيرة المدى عاجزة، والمستقبل يبقى ضبابيًا ما لم تتغير المعادلات على الأرض.