08 يونيو 2025
في الوقت الذي يُستشهد فيه العشرات من سكان غزة يوميًا، إما برصاص الاحتلال أو بسبب الجوع، يقود عملاء الاحتلال داخل أراضي غزة حربًا خفية وقذرة بأوامر مباشرة من قادة جيش الاحتلال، لصالح جهاز "الشاباك". هؤلاء العملاء يعملون على جمع معلومات استخباراتية في عمق البنية الأمنية والاجتماعية للمقاومة الفلسطينية.
آلاف العملاء في الميدان: أرقام صادمة
وفقًا لتحقيقات وتقارير صحفية، فإن الكيان المحتل كثف عمليات التجنيد بعد عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، وجندت آلاف العملاء داخل القطاع خلال الشهور الأولى للحرب. بعض هؤلاء شاركوا مباشرة في تحديد مواقع قيادات عسكرية بارزة مثل " محمد الضيف " و " يحيى السنوار".
مهام العملاء: من الرصد إلى التصفية
تتعدد المهام التي تُوكل للعملاء داخل غزة، ومن أبرزها :
تحديد مواقع القيادات الميدانية: يُعتقد أن معلومات وفّرها عملاء داخليون أسهمت في استهداف عدد من قادة المقاومة الفلسطينية .
رصد الأنفاق ومخازن الأسلحة: ساعد العملاء في كشف البنية التحتية السرية للمقاومة، ما أدى إلى قصفها.
توجيه الطيران الإسرائيلي: لعب العملاء دورًا في تحديد الإحداثيات الدقيقة التي استخدمت في الغارات.
التسلل إلى المجتمع المدني : قام بعضهم بانتحال شخصيات مدنية لتوزيع مساعدات أو المشاركة في أنشطة إغاثية.
سرقة المساعدات الإنسانية: كشفت تقارير عن تورط بعض العملاء في تحويل مسار مساعدات إنسانية لصالح جهات مرتبطة بإسرائيل أو بيعها في السوق السوداء.
عمليات موثقة وتواريخ مفصلّة
نوفمبر 2023: أطلقت إسرائيل سراح أكثر من 3,000 عامل فلسطيني من غزة، بعد احتجازهم فترة كبيرة والتحقيق معهم بشأن أي معرفة سابقة بهجوم 7 أكتوبر. يُعتقد أن بعض هؤلاء تم تجنيدهم أو الضغط عليهم للتعاون.
أكتوبر 2024: ضابط استخبارات إسرائيلي سابق صرّح بأن جميع عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل بدقة ضد قادة في غزة ولبنان، اعتمدت على “معلومات بشرية متقدمة” تم جمعها من الداخل.
يناير – مارس 2025 : تم كشف وإعدام عدد من العملاء في غزة، بعد ثبوت تورطهم في تسريب معلومات أدت إلى استهداف منازل مدنيين ومقار خدماتية تابعة للأمم المتحدة.
كما أشار ضابط سابق في الاستخبارات العسكرية لكيان المحتل إلى أن كل الاغتيالات البارزة والهجمات الدقيقة بحق قادة حماس هي نتيجة لمعلومات استخباراتية جيدة تم نقلها من مصادر متقدمة.
وكان من أبرز الاغتيالات التي ساعد العملاء جنود الاحتلال بالقيام بهي كانت عملية اغتيال محمد ضيف القائد العام ونائبه مروان عيسى " لكتائب القسام " والذي مان مختفى لمدة 30 عالم ، وفي أثناء قيام جيش الاحتلال بأستهداف القائد محمد الضيف قتلت قائد لواء خان يونس في القسام " رافع سلامه" ( في الضربة ذاتها التى استهدفت الضيف ) و "ايمن نوفل" قائد اللواء الوسطي ، و"أحمد الغندور" قائد لوء الشمال ، إلى جانب قائد الوحدة الصاروخية أيمن صيام ، وعضوي المكتب السياسي لـ " حماس " في غزة "زكريا أو معمر " "وجواد أبو شماله" وأخيرين .
حاول جيش الاحتلال وأجهزت استخباراته وبكل قوة معرفة مكان "يحيى السنوار" لأنه المطلوب الأول لهم والقضاء عليه من أهداف حرب غزة ، وعن طريق عملاء الكيان المحتل دخل غزة استطاعت تحديت المنطلقة التي يوجد فيها ألانهم لم يستطيعوا تحديد البناية التي يتوجد دخلها وأثناء تبادل أطلاق النار بين جنود الاحتلال وبين مقاومين وبعد نفاذ الذخيرة من المقاومين استطاع جنود الاحتلال قتلهم وبعد التأكد من مقتل المقاومين اكتشوف أنهم يحيى السنوار و قائد كتيبة تل السلطان في رفح " محمود حمدان ".
ليست هذه هي العملية الأولي ولن تكون الأخير التي يتعاون فيها العملاء مع الكيان المحتل من أجل أعتيال المذيد من قادة الكتائب أو من المقاومين .
الأساليب: ابتزاز وتقنيات متطورة
استخدم الكيان المحتل مجموعة من الأساليب في تجنيد العملاء :
الابتزاز عبر المعابر: حيث يُعرض التعاون مقابل تصاريح علاج أو عمل.
وسائل رقمية متطورة: من خلال زرع شرائح في أحذية المتعاونين أو إرسال تطبيقات هاتفية للتجسس.
الاختراق النفسي والاجتماعي من خلال تجنيد الأقارب أو استغلال الخلافات الشخصية.
تراجع فعالية الشبكات الاستخباراتية
رغم الجهود الحثيثة التي تبذلها أجهزة الاحتلال، تكشف تقارير حديثة عن تراجع ملحوظ في فعالية عمليات التجنيد داخل غزة، حيث انخفض عدد العملاء النشطين بنسبة تقارب 50% بين عامي 2012 و2023. ويُعزى هذا التراجع إلى التطور اللافت في قدرات المقاومة الفلسطينية، التي باتت أكثر احترافًا في تعقّب وكشف الجواسيس، مما ضيّق الخناق على شبكات التجسس وأربك حسابات العدو.