06 يونيو 2025
في خضم أتون الحرب المتواصلة في قطاع غزة، برز اسم ياسر أبو شباب كشخصية تثير الجدل والدهشة معًا، بعدما انتقل من خانة السجين الجنائي إلى موقع زعيم لميليشيا مسلحة، تتهمها العديد من الأطراف بالتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي . وسط اتهامات بنهب المساعدات الإنسانية وارتكاب جرائم بحق المدنيين.
ولد ياسر أبو شباب في 19 ديسمبر 1993 بمدينة رفح جنوب قطاع غزة ، وينتمي إلى قبيلة الترابين، وهي إحدى أكبر القبائل البدوية في المنطقة ، وتنتشر في غزة وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية. قبل اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، كان أبو شباب معتقلاً لدى الأجهزة الأمنية في غزة بتهم جنائية ، منها حيازة كميات كبيرة من المخدرات , ومع قصف الاحتلال للمقرات الأمنية، أُطلق سراحه، ليبدأ بعدها في تشكيل مجموعة مسلحة مثيرة للجدل.
بعد خروجه من السجن، أسس ياسر أبو شباب ميليشيا مسلحة في مدينة رفح، مدّعيًا أن هدفها يتمثل في تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة. وتشير بعض التقارير الإعلامية إلى أن عناصر هذه المجموعة يتحركون بأسلحتهم تحت أنظار الاحتلال، ويتمركزون قرب معبر كرم أبو سالم، الذي يشكّل شريان العبور الرئيسي للمساعدات إلى القطاع.
اتهمت مصادر في صفوف المقاومة الفلسطينية ميليشيا ياسر أبو شباب بالضلوع في عمليات نهب للمساعدات الإنسانية، وبارتكاب جرائم قتل استهدفت مقاومين فلسطينيين، إضافة إلى الاستيلاء على أسلحتهم. وتأتي هذه الاتهامات في سياق ما وصفته المصادر بتنسيق مباشر مع الاحتلال الإسرائيلي، يهدف إلى تقويض بنية المقاومة في المنطقة.
أفادت تقارير إعلامية بأن إسرائيل قدمت دعماً لميليشيا "أبو شباب" بهدف تمكينها من مواجهة نفوذ حركة حماس، وذلك ضمن مساعٍ لتعزيز قوى المعارضة داخل القطاع. وشمل هذا الدعم توفير مقر خاص للميليشيا، إضافة إلى مكاتب وأقسام لتنظيم أنشطتها وتوسيع حضورها.
أثار ظهور ياسر أبو شباب ومجموعته المسلحة حالة من الجدل الواسع في كل من غزة وإسرائيل، حيث سارعت عائلته إلى التنصل منه، واعتبره كثيرون أداة بيد الاحتلال في مدينة رفح. من جهتها، اتهمته فصائل المقاومة الفلسطينية بالتورط في التعاون مع إسرائيل، وبارتكاب انتهاكات بحق المدنيين، إضافة إلى الاستيلاء على المساعدات الإنسانية. وفي مايو 2025، عرضت كتائب القسام مشاهد مصوّرة تُظهر استهدافها لقوة من "المستعربين" شرق رفح، ليتبين لاحقاً أن ضمن هذه القوة مجموعة من المتعاونين المجندين لصالح الاحتلال، والمرتبطين مباشرة بما وصفته المقاومة بـ"عصابة ياسر أبو شباب".
ياسر أبو شباب يظل أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في الساحة الفلسطينية، إذ تتنازع حوله الاتهامات بدءًا من التورط في التعاون مع الاحتلال وصولاً إلى الانتهاكات المزعومة بحق المدنيين، في ظل دعم إسرائيلي يثير الكثير من علامات الاستفهام. وبينما تستعر الحرب في غزة، يبقى مستقبل هذه المجموعة ودورها المحتمل محل شك وتساؤل، في وقت تتصاعد فيه الأصوات المطالبة بمحاسبة كل من تورط في إيذاء أبناء الشعب الفلسطيني.