01 اكتوبر 2025
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، أن بلاده لن تسمح بأي مساعٍ من شأنها أن تؤدي إلى تقسيم سوريا أو المساس بوحدة أراضيها، مشدداً على أن أنقرة ستواصل التحرك على جميع المستويات الدبلوماسية والعسكرية من أجل منع إقامة كيان مسلح جديد على حدودها الجنوبية.
وجاءت تصريحات أردوغان خلال كلمة ألقاها في افتتاح الدورة التشريعية الجديدة للبرلمان التركي في أنقرة، حيث استعرض مواقف حكومته من القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الملف السوري. وقال الرئيس التركي: "لقد استخدمنا كافة القنوات الدبلوماسية للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ولمنع قيام كيان إرهابي بمحاذاة حدودنا. وما زلنا نواصل هذه الجهود بالصبر والإخلاص والحكمة، غير أن تركيا لن تبقى مكتوفة الأيدي إذا فشلت المساعي الحالية"، في إشارة إلى الجهود المبذولة للتوصل إلى صيغة تفاهم بين قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، وبين الحكومة السورية.
وشدد أردوغان على أن أمن تركيا القومي يرتبط بشكل مباشر باستقرار سوريا، موضحاً أن أي محاولة لفرض واقع جديد على الأرض بالقوة "لن يُكتب لها النجاح"، وأن أنقرة "ستتصدى لأي تهديد يطال حدودها ووحدة الأراضي السورية على حد سواء". وأضاف: "لا يمكننا أن نقبل بوجود تنظيمات مسلحة تتلقى الدعم الخارجي وتعمل بمعزل عن الدولة السورية. هذا خطر لا يهدد تركيا فقط، بل يهدد مستقبل سوريا وشعوب المنطقة بأسرها".
وأوضح الرئيس التركي أن بلاده ما زالت تعطي الأولوية للحل السياسي، مشيراً إلى أن أنقرة تشارك في جميع المسارات التفاوضية الإقليمية والدولية المتعلقة بسوريا، لكنه أكد في الوقت نفسه أن الخيار العسكري يبقى مطروحاً "إذا اقتضت الضرورة" من أجل حماية الحدود التركية ومنع ما وصفه بـ"المشاريع الانفصالية".
كما دعا أردوغان المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته، لافتاً إلى أن تجاهل المخاوف الأمنية لتركيا أو التقليل من شأنها "لن يسهم في إحلال السلام الدائم". وأضاف: "نريد لسوريا أن تنهض موحدة وقوية، وهذا يتطلب وقف التدخلات الخارجية التي تغذي الانقسامات الداخلية".
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة تزايداً في التوترات بين مختلف الأطراف الفاعلة على الساحة السورية، وسط محاولات لإيجاد صيغة توافقية تنهي حالة الجمود السياسي وتضع حداً للانقسامات، بينما تواصل تركيا التأكيد على أنها لن تسمح بأي خطوة من شأنها تقويض وحدة الأراضي السورية أو تهديد استقرارها.