02 اكتوبر 2025
شهدت مدينة مانشستر البريطانية صباح اليوم الخميس حادثًا مأساويًا هزّ الرأي العام، بعدما استهدف هجوم عنيف كنيسًا يهوديًا في منطقة كرومبسال بالقرب من "هيتون بارك"، وذلك بالتزامن مع احتفال اليهود بيوم الغفران "يوم كيبور"، أحد أكثر الأيام قدسية في الديانة اليهودية. وقد وقع الهجوم حوالي الساعة التاسعة وثمانٍ وثلاثين دقيقة صباحًا بالتوقيت المحلي، ما زاد من وطأة الصدمة بسبب توقيته الحساس.
ووفقًا للبيانات الأولية الصادرة عن الشرطة البريطانية، فإن المهاجم بدأ عمليته بدهس عدد من المارة قرب الكنيس مستخدمًا سيارة، ثم ترجل منها ليهاجم أشخاصًا آخرين بسكين كان بحوزته. وأسفر هذا الاعتداء عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين بجروح خطيرة، بينما أعلنت السلطات في بداية الأمر أن أربعة أشخاص فقط أصيبوا قبل أن يتم تحديث الحصيلة لاحقًا لتشمل القتلى.
وأفادت المصادر الأمنية أن منفذ الهجوم حاول التسلل إلى داخل الكنيس، غير أن محاولاته باءت بالفشل بفضل التدابير الأمنية، مما دفعه إلى الاعتداء على المارة في محيط المكان. وعلى الفور تدخلت قوات الشرطة التي كانت في موقع قريب، لتطلق النار على المهاجم وتحييده بشكل كامل، وهو ما ساهم في منع تصاعد الخسائر البشرية.
كما أكدت شرطة مانشستر أن التحقيقات انتقلت إلى يد وحدة مكافحة الإرهاب، بالتعاون مع جهاز الأمن الداخلي البريطاني "MI5"، وذلك بهدف التوصل إلى طبيعة الدوافع الحقيقية وراء الهجوم، وهل هي مرتبطة بعمل منظم أو بمبادرة فردية من الجاني. ويأتي هذا بينما تواصل السلطات جمع الأدلة، بما في ذلك فحص كاميرات المراقبة وشهادات الشهود الذين عايشوا لحظة الهجوم المروعة.
وأشارت بعض التقارير الصحفية إلى أن الصور الأولى للمهاجم بعد مقتله أظهرت تفاصيل مثيرة للجدل حول خصره، ما أثار تساؤلات عديدة حول احتمال حمله أدوات أو أجهزة غريبة لم يُكشف عنها بعد بشكل رسمي، الأمر الذي زاد من قلق الشارع البريطاني.
وقد أعربت الجالية اليهودية في مانشستر عن صدمتها العميقة إزاء ما وقع، مؤكدة أن استهداف دور العبادة في مثل هذه الأيام الدينية يزيد من مشاعر الخوف والقلق. في المقابل، شددت الشرطة على أنها رفعت حالة التأهب في المنطقة، ووضعت خططًا أمنية إضافية لحماية التجمعات الدينية خلال الأيام المقبلة.
وبينما لا تزال دوافع المهاجم غامضة، فإن هذا الحادث يعيد إلى الواجهة المخاوف من تزايد الهجمات ذات الطابع العنيف في أوروبا، ويطرح تساؤلات حول سبل تعزيز الأمن الوقائي وحماية الفئات المستهدفة من خطر مشابه مستقبلاً.