أعلن جيش الاحتلال عن بدء المرحلة التالية من عملية «عربات جدعون 2»، التي تهدف إلى التوغل في قلب مدينة غزة والسيطرة عليها بشكل كامل. وبحسب ما ورد في وسائل الإعلام العبرية، فإن الاحتلال يسيطر حاليًا على نحو 40% من المدينة، في حين تتحرك الفرقتان 98 و162 من محاور الشيخ رضوان والزيتون وجباليا نحو الداخل، مع استعداد فرقة أخرى للانضمام إلى العمليات خلال الأيام المقبلة. وتشير تقديرات جيش الاحتلال إلى أن ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف مقاتل من حركة حماس ما زالوا يتمركزون داخل غزة، معظمهم في شبكة الأنفاق المنتشرة تحت المدينة.
خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، أسفرت الغارات الجوية والقصف المدفعي وإطلاق النار من الطائرات المسيرة عن استشهاد أكثر من مئة فلسطيني، غالبيتهم في شمال القطاع وداخل مدينة غزة، وسط موجات نزوح متزايدة. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث عن مغادرة نحو 400 ألف فلسطيني للمدينة، في حين تؤكد تقارير إنسانية أن أعداد النازحين قد تكون أعلى بكثير، مع تضارب الأرقام بسبب صعوبة التحقق الميداني.
في الوقت نفسه، يحاول جيش الاحتلال طمأنة العائلات الإسرائيلية بشأن مصير المحتجزين في غزة، إذ تؤكد مصادر عبرية أن الاستخبارات العسكرية حددت مناطق يُرجح وجودهم فيها، وأصدرت أوامر للقوات بالعمل بحذر شديد داخل هذه المواقع. ورغم ذلك، يحذر مراقبون من أن استمرار العمليات العسكرية قد يعرض حياة المحتجزين لمخاطر جسيمة، في ظل توقف المفاوضات حول إطلاق سراحهم بعد الهجوم الأخير على قادة من حركة حماس في الدوحة.
المشهد الميداني في غزة يزداد تعقيدًا، حيث تتحدث التقديرات الإسرائيلية عن عملية قد تستمر لأسابيع أو حتى أشهر، مع ربط وتيرتها بمدى قدرة الاحتلال على الحفاظ على أمن قواته وحماية المحتجزين، فيما يتواصل سقوط الضحايا من المدنيين وتتصاعد التحذيرات الدولية بشأن الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
هل ترغب أن أعيد صياغة هذا النص في شكل تقرير صحفي قصير بصيغة خبر عاجل، أم في صيغة تحليلية مطوّلة تلقي الضوء على الأبعاد السياسية والعسكرية؟