23 سبتمتبر 2025
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن ملف المياه يُمثل قضية وجودية لمصر في ظل الندرة المائية التي تواجهها، مشددًا على أن بلاده لن تقبل بأي مساس بحقوقها المائية. وأوضح أن التعاون بين دول حوض النيل يتطلب تغليب روح التفاهم لتحقيق المصلحة المشتركة.
جاءت تصريحات السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الرواندي بول كاجامي، اليوم الثلاثاء، في قصر الاتحادية بالقاهرة، حيث رحّب به في "وطنه الثاني"، مؤكدًا عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والرغبة في دفع التعاون الثنائي إلى مجالات أوسع، خصوصًا في قطاعات الصحة والتعليم والنقل والتجارة، مع التركيز على تعزيز الاستثمارات المشتركة في الصناعات الدوائية، والمنتجات الغذائية، وقطاع التشييد والبناء.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير محمد الشناوي، إن السيسي شدّد على حرص مصر على دعم رواندا في مسيرتها التنموية، واستعدادها لتوسيع التعاون في بناء القدرات بما يساهم في إنجاح "رؤية رواندا 2050".
وتناول اللقاء عددًا من القضايا الإقليمية والدولية، من بينها تطورات الأوضاع في منطقة البحيرات العظمى والقرن الإفريقي، حيث جدّد السيسي دعم مصر لتحقيق الأمن والاستقرار، والتصدي للتحديات التي تواجه التنمية. كما ناقش الجانبان سبل تعزيز التكامل بين دول حوض النيل، وأكدا على احترام القانون الدولي في إدارة الأنهار العابرة للحدود، إلى جانب التشاور والتنسيق المستمر داخل الاتحاد الإفريقي.
وأشاد كاجامي بجهود السيسي في ملف إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، فيما ثمّن السيسي إسهامات نظيره الرواندي في دفع الإصلاح المؤسسي بالاتحاد الإفريقي.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، استعرض السيسي الجهود المصرية لوقف الحرب على قطاع غزة وتكثيف إدخال المساعدات الإنسانية، مؤكدًا رفض مصر القاطع لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني، وأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم.
وعقب المباحثات، شهد الرئيسان توقيع عدد من مذكرات التفاهم في مجالات إدارة الموارد المائية، وتخصيص الأراضي للأغراض اللوجستية والاقتصادية والتجارية، والإسكان، وحماية الاستثمار وتعزيزه.
من جانبه، أعرب الرئيس الرواندي عن تقديره للتعاون القائم مع مصر، مؤكدًا تطلع بلاده إلى توسيع هذا التعاون بما يخدم مصالح الشعبين.