23 ديسمبر 2025

جددت مصر، أمام مجلس الأمن الدولي، موقفها الثابت والداعم لوحدة السودان وسلامة أراضيه، مؤكدة رفضها القاطع لأي محاولات من شأنها المساس بوحدة الدولة السودانية أو تجاوز ما وصفته بـ«الخطوط الحمراء» التي تهدد استقرار البلاد والمنطقة.
وأكد المندوب الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة، السفير إيهاب عوض، التزام القاهرة الكامل بدعم السودان الشقيق حتى إنهاء معاناته الراهنة، وذلك خلال كلمة ألقاها، الاثنين، أمام جلسة مجلس الأمن المخصصة لمناقشة تطورات الأوضاع السياسية والإنسانية في السودان.
وشدد السفير عوض على أن مصر تنطلق في موقفها من السودان من اعتبارات تاريخية وإنسانية وأمنية، باعتبار أن استقرار السودان يمثل ركيزة أساسية لاستقرار الإقليم بأكمله، محذرًا من أن استمرار الصراع يفاقم من حجم الكارثة الإنسانية ويهدد السلم والأمن الإقليميين.
وطالب مندوب مصر لدى الأمم المتحدة بضرورة التوصل إلى هدنة إنسانية فورية تكون خطوة تمهيدية لوقف دائم وشامل لإطلاق النار، بما يتيح حماية المدنيين وتخفيف معاناتهم المتفاقمة نتيجة العمليات العسكرية المستمرة، مؤكدًا أن الوضع الإنساني في السودان بلغ مستويات غير مسبوقة من التدهور في ظل نقص الغذاء والدواء وانهيار الخدمات الأساسية.
كما شدد على أهمية فتح ممرات آمنة للمدنيين، تضمن خروجهم من مناطق الاشتباكات وتسهّل وصول المساعدات الإنسانية والطبية دون عوائق، مشيرًا إلى أن حماية المدنيين يجب أن تكون أولوية قصوى في أي تحرك دولي يتعلق بالأزمة السودانية.
وفي إطار حديثه عن سبل تحقيق الاستقرار، حدد السفير إيهاب عوض عدة ركائز أساسية، من بينها الوقف غير المشروط للتدفق غير المشروع للأسلحة والمرتزقة إلى الأراضي السودانية، محذرًا من أن استمرار هذه التدفقات يسهم في إطالة أمد النزاع ويقوض فرص الحل السياسي، فضلًا عن تأثيره السلبي على أمن دول الجوار.
وأدان مندوب مصر لدى الأمم المتحدة الاعتداء الذي استهدف بعثة السلام الأممية في السودان، واصفًا إياه بالاعتداء الغاشم، ومؤكدًا ضرورة احترام المؤسسات الدولية والعاملين في المجال الإنساني، وضمان سلامتهم أثناء أداء مهامهم، مشددًا على أن استهداف بعثات الأمم المتحدة يشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي.
ودعا السفير عوض إلى تنسيق دولي مخلص وشفاف يهدف إلى إنقاذ السودان من أزمته الراهنة، بعيدًا عن المصالح الضيقة أو الأجندات الخاصة، مؤكدًا أن الحل الحقيقي للأزمة السودانية يجب أن يكون سودانيًا خالصًا، بدعم إقليمي ودولي مسؤول يسهم في تهيئة المناخ المناسب للحوار.
وعلى الصعيدين الميداني والسياسي، أكد مندوب مصر أن القاهرة تواصل جهودها الدؤوبة لتقديم المساعدات الطبية والإنسانية والاحتياجات الأساسية للشعب السوداني، بالتوازي مع دعمها الكامل لمساعي القوى الوطنية السودانية الرامية إلى تجاوز الخلافات عبر حوار وطني شامل يفضي إلى تسوية سياسية مستدامة.
وأشار إلى أن مصر تعمل بشكل مستمر مع الأطراف الإقليمية والدولية لدفع مسار الحل السلمي، انطلاقًا من قناعتها بأن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاع والحفاظ على وحدة السودان ومنع انزلاقه نحو مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.
واختتم السفير إيهاب عوض كلمته بالتأكيد على أن مصر لن تألو جهدًا في مساندة الشعب السوداني، انطلاقًا من الروابط التاريخية العميقة ووحدة المصير بين الشعبين، وصولًا إلى استعادة السودان لأمنه واستقراره ومكانته الطبيعية على الساحتين الإقليمية والدولية.