21 يوليو 2025
غزة لا تُباد وحدها، بل تُباد بصمتٍ عربي مريب، وتُحاصر بسلاسل من التخاذل،
ويُذبح أطفالها على مرأى ومسمع من أمةٍ قررت أن تكون متفرجة.
الشراكة في الجريمة لا تكون دومًا بالسلاح، فقد تكون بالصمت، بالسكوت المُتواطئ، بالمواقف الرمادية التي لا تسمن ولا تغني من جوع. العرب اليوم – أو معظمهم – شركاء في مأساة غزة،
لا لأنهم شاركوا في القتل، بل لأنهم عجزوا عن إيقافه، أو حتى حاولوا بصدق. شجبٌ هنا، استنكار هناك، ومبادرات واهية لا تحمل من الفعل إلا الاسم.
ما يجري في غزة ليس النهاية... بل مجرد بداية. الكيان المحتل لا يتوقف، بل يتمدد، وكلما تراجعت الأمة خطوة، اندفع هو عشر خطوات.
لا يكتفي بدماء الغزيين، بل يستعد للانقضاض على ما تبقى من كرامة في هذه المنطقة المنهكة.
أما الغرب، فدعك منه... من يراهن على المواقف الدولية، فهو كمن ينتظر الماء من سراب.
أمريكا التي تُنصّب نفسها وسيطًا، هي نفسها الراعي الرسمي للعدوان، الممول الأول بالسلاح،
والشريك الأوثق للكيان المحتل في مشروعه الدموي. فكيف نطلب من الجلاد أن يكون حكمًا؟!.
الحل عربي... عربي خالص لا يحتمل التأجيل. لا بد من موقف عربي موحد، حقيقي، بعيدًا عن المجاملات والدبلوماسية الباردة.
موقف يتجاوز لغة المؤتمرات إلى فعل ميداني سياسي واقتصادي وإعلامي يوجع الكيان المحتل ويوقف شهيته المفتوحة للدمار.
لقد أثبتت غزة أنها أقوى من جيوش، وأن الكرامة لا تحتاج إلى مدرعات، بل إلى إرادة.
أما نحن، فما زلنا نراوح مكاننا، نتجادل حول بيانات الشجب، ونختلف على شكل التضامن.
غابت العروبة فاستأسد القاتل، توارى الصوت العربي فارتفعت رايات الموت. وما لم نستيقظ الآن، فقد لا يكون هناك غدٌ ننهض فيه أصلًا.