15 ديسمبر 2025

واصلت مصر جهودها الإنسانية المتواصلة لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث أفادت مصادر من معبر رفح البري بتحرك شاحنات القافلة الرابعة والتسعين ضمن سلسلة قوافل «زاد العزة» التي تنطلق من الأراضي المصرية باتجاه قطاع غزة، محمّلة بكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة المخصصة للأسر الفلسطينية المتضررة من الأوضاع الإنسانية الصعبة داخل القطاع.
وأوضحت وسائل الإعلام أن القافلة الجديدة تأتي في إطار الجهود المستمرة لتأمين تدفق المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح من الجانب المصري، مشيرًا إلى أن حركة دخول الشاحنات تتم وفق تنسيق منظم يراعي الاحتياجات العاجلة لسكان القطاع، في ظل التحديات الإنسانية المتفاقمة ونقص المواد الأساسية والغذائية والطبية.
وتعد قوافل «زاد العزة.. من مصر إلى غزة» إحدى أبرز المبادرات الإنسانية التي أطلقها الهلال الأحمر المصري منذ بداية الأزمة، حيث انطلقت أولى هذه القوافل في 27 يوليو الماضي، محمّلة بآلاف الأطنان من المساعدات المتنوعة التي تستهدف التخفيف من معاناة المدنيين، خاصة الأطفال والمرضى وكبار السن. وشملت المساعدات سلاسل إمداد غذائية متكاملة، وأطنانًا من الدقيق، وألبان الأطفال، إضافة إلى مستلزمات طبية وأدوية علاجية منقذة للحياة، إلى جانب مستلزمات العناية الشخصية، وكميات كبيرة من الوقود اللازم لتشغيل المرافق الحيوية.
وأكدت مصادر مطلعة أن القافلة الرابعة والتسعين تأتي استكمالًا لسلسلة طويلة من القوافل الإنسانية التي لم تنقطع منذ انطلاق المبادرة، ما يعكس حجم الالتزام المصري بدعم الأشقاء الفلسطينيين، وتخفيف وطأة الأزمة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة نتيجة الظروف الاستثنائية الراهنة.
ويعمل الهلال الأحمر المصري كآلية وطنية رئيسية لتنسيق وتجميع وتفويج المساعدات الإنسانية والإغاثية المتجهة إلى قطاع غزة، حيث يواصل انتشاره المكثف على الحدود المصرية الفلسطينية منذ بدء الأزمة. وأكد الهلال الأحمر أن معبر رفح من الجانب المصري لم يُغلق بشكل نهائي في أي وقت، بل ظل مفتوحًا أمام قوافل الإغاثة، مع اتخاذ كافة الإجراءات التنظيمية والأمنية اللازمة لضمان وصول المساعدات بأكبر قدر ممكن من الكفاءة والسرعة.
وفي هذا السياق، كثف الهلال الأحمر المصري من جاهزيته في مختلف المراكز اللوجستية المنتشرة في شمال سيناء وعدد من المحافظات، حيث يتم استقبال المساعدات، وفرزها، وتجهيزها، ثم تحميلها على الشاحنات المتجهة إلى معبر رفح. وبلغ إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية التي دخلت قطاع غزة عبر الجهود المصرية أكثر من نصف مليون طن، وهو رقم يعكس حجم الدعم الكبير الذي قدمته مصر على مدار الأشهر الماضية.
وتعتمد هذه الجهود على شبكة واسعة من المتطوعين، إذ يشارك أكثر من 35 ألف متطوع من الهلال الأحمر المصري في مختلف مراحل العمل الإنساني، بداية من جمع التبرعات، مرورًا بالتجهيز والتخزين والنقل، وصولًا إلى تنسيق دخول المساعدات عبر المعبر. ويعمل المتطوعون على مدار الساعة في ظروف ميدانية صعبة، بما يعكس روح التضامن والمسؤولية الإنسانية تجاه الأشقاء في غزة.
وتحظى قوافل «زاد العزة» بمتابعة إعلامية واسعة، نظرًا لما تمثله من نموذج للدعم الإنساني المنظم والمستدام، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى الغذاء والدواء والوقود داخل القطاع. كما تعكس هذه القوافل الدور المحوري الذي تلعبه مصر في دعم القضية الفلسطينية، ليس فقط على المستوى السياسي، وإنما أيضًا على الصعيد الإنساني والإغاثي.
ومع استمرار تحرك الشاحنات عبر معبر رفح، تتجدد الآمال لدى سكان قطاع غزة في تخفيف معاناتهم اليومية، في ظل استمرار الجهود المصرية لتأمين تدفق المساعدات، والتأكيد على أن دعم الشعب الفلسطيني سيظل أولوية إنسانية لا تتوقف.