18 ديسمبر 2025

انطلقت، صباح اليوم، شاحنات قافلة المساعدات الإنسانية رقم 97 من الجانب المصري لمعبر رفح البري، تمهيدًا لدخولها إلى قطاع غزة عبر المنافذ الحدودية، وذلك في إطار الجهود المصرية المتواصلة لدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يعاني منها سكان القطاع، في ظل الظروف المعيشية الصعبة وتداعيات العدوان المستمر.
وتأتي القافلة الجديدة ضمن سلسلة قوافل الإغاثة التي تسيّرها الدولة المصرية تحت شعار «زاد العزة.. من مصر إلى غزة»، والتي يشرف على تنظيمها وتنسيقها الهلال الأحمر المصري، باعتباره الآلية الوطنية المعتمدة لتجميع وتفويج المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع.
ووفق مصادر مطلعة، فقد ضمّت القافلة مساعدات متنوعة تلبي الاحتياجات العاجلة للأهالي في غزة، خاصة في ظل موجة الطقس القاسية التي يشهدها القطاع خلال الفترة الحالية. ودفع الهلال الأحمر المصري بإمدادات شتوية أساسية شملت أكثر من 14 ألفًا و200 بطانية، ونحو 21 ألفًا و400 قطعة ملابس شتوية، إضافة إلى قرابة 15 ألفًا و800 خيمة مخصصة لإيواء الأسر المتضررة والنازحة، في محاولة للتخفيف من معاناة آلاف العائلات التي فقدت مساكنها.
كما تضمنت قافلة «زاد العزة» كميات ضخمة من المساعدات الإنسانية العاجلة، حيث بلغ إجمالي حمولتها نحو 9 آلاف و800 طن، اشتملت على قرابة 5 آلاف و500 طن من السلال الغذائية التي تحتوي على مواد أساسية، وأكثر من 3 آلاف و500 طن من المستلزمات الطبية والإغاثية، إلى جانب نحو 800 طن من المواد البترولية اللازمة لتشغيل المرافق الحيوية داخل القطاع.
وأكدت مصادر في الهلال الأحمر المصري أن القافلة تأتي استجابة للاحتياجات الميدانية العاجلة التي تم رصدها بالتنسيق مع الجهات المعنية والمنظمات الدولية، مشيرة إلى أن الأولوية خلال المرحلة الحالية تتركز على الغذاء، والدواء، والوقود، ومستلزمات الإيواء، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المنظومة الصحية والإنسانية في غزة.
ويُذكر أن قوافل «زاد العزة.. من مصر إلى غزة»، التي أطلقها الهلال الأحمر المصري في 27 يوليو الماضي، نجحت في إدخال آلاف الأطنان من المساعدات المتنوعة، شملت سلاسل إمداد غذائي، ودقيق، وألبان أطفال، ومستلزمات طبية، وأدوية علاجية، ومستلزمات عناية شخصية، فضلًا عن كميات كبيرة من الوقود، في إطار دعم صمود الشعب الفلسطيني.
ويواصل الهلال الأحمر المصري تواجده المكثف على الحدود منذ بدء الأزمة، حيث لم يتم إغلاق معبر رفح من الجانب المصري نهائيًا، مع استمرار حالة التأهب القصوى في المراكز اللوجستية، وتكثيف الجهود لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وبحسب بيانات رسمية، بلغت إجمالي المساعدات التي دخلت إلى غزة عبر الجهود المصرية أكثر من نصف مليون طن من المساعدات الإنسانية والإغاثية، تم تنفيذها بمشاركة فعالة من نحو 35 ألف متطوع من متطوعي الهلال الأحمر المصري، الذين يعملون على مدار الساعة لضمان سرعة تجهيز القوافل وتفويجها.
وتعكس هذه الجهود المتواصلة الدور الإنساني المحوري الذي تقوم به مصر في دعم القضية الفلسطينية، والتزامها الثابت بتخفيف المعاناة الإنسانية عن سكان قطاع غزة، في ظل أوضاع إنسانية توصف بأنها من الأصعب على الإطلاق.