18 ديسمبر 2025

استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، في زيارة رسمية إلى القاهرة، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وبحث مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في السودان، إلى جانب مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأمن المائي والأوضاع في حوض النيل والقرن الأفريقي.
وصرّح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي، بأن مراسم الاستقبال الرسمية التي جرت بقصر الاتحادية شهدت استعراض حرس الشرف، وعزف السلامين الوطنيين لجمهورية مصر العربية وجمهورية السودان، قبل أن يلتقط الرئيسان صورة تذكارية تعكس عمق العلاقات التاريخية والأخوية التي تربط الشعبين الشقيقين.
وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء أعقبه عقد جلسة مباحثات موسّعة، شارك فيها وفدا البلدين، حيث جرى بحث آفاق تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، بما يلبّي تطلعات الشعبين نحو تحقيق مزيد من التكامل والتعاون المشترك، ويدعم مسارات التنمية والاستقرار في البلدين. كما اختُتمت الزيارة الرسمية بإقامة مأدبة غداء على شرف رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني.
وأضاف السفير محمد الشناوي أن المباحثات ركزت بشكل أساسي على تطورات الأوضاع الميدانية في السودان، في ظل المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد، حيث أكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي موقف مصر الثابت والداعم للشعب السوداني الشقيق، مشددًا على وقوف القاهرة إلى جانب السودان في مساعيه لتجاوز الأزمة الراهنة واستعادة الأمن والاستقرار.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الجانبين استعرضا الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لوقف النزاع الدائر في السودان، والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة تضع حدًا لمعاناة الشعب السوداني، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع انزلاق البلاد إلى مزيد من الفوضى.
وشدد السيد الرئيس خلال اللقاء على ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، ورفض أي تدخلات تمس أمنه القومي أو تهدد استقراره، مؤكدًا استعداد مصر لبذل كل جهد ممكن، بالتنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية، من أجل دعم المسار السياسي وتهيئة الظروف الملائمة لعودة الاستقرار.
كما اتفق الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود الإنسانية لتقديم الدعم والمساندة للشعب السوداني، في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يواجهها نتيجة النزاع المستمر، مع التشديد على أهمية وقف الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق المدنيين، ومحاسبة المسؤولين عنها، بما يضمن حماية الشعب السوداني والحفاظ على حقوقه.
ومن جانبه، أعرب الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عن تقديره العميق للدعم المصري المتواصل للسودان، مشيدًا بالدور الذي تلعبه القاهرة في مساندة بلاده على المستويات السياسية والإنسانية، ومؤكدًا أن هذا الدعم يعكس عمق العلاقات الأخوية والروابط التاريخية بين مصر والسودان.
وتناول اللقاء أيضًا الأوضاع الإقليمية في منطقتي حوض النيل والقرن الأفريقي، حيث تم التأكيد على تطابق رؤى البلدين بشأن القضايا المرتبطة بالأمن القومي، وحرصهما المشترك على مواصلة التنسيق والتشاور لمواجهة التحديات الإقليمية. كما شدد الجانبان على أهمية حماية الأمن المائي، ورفض الإجراءات الأحادية في حوض النيل الأزرق، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي، والتوصل إلى حلول توافقية تحقق المصالح المشتركة لكافة دول حوض النيل.
ويأتي هذا اللقاء في إطار حرص القيادة السياسية في مصر على دعم استقرار السودان، وتعزيز التعاون المشترك بين البلدين، بما يسهم في دعم الأمن والاستقرار الإقليميين، وترسيخ أسس التعاون العربي والأفريقي المشترك.