01 مايو 2025
أولاً: خلفية الاتفاقية
في أبريل 2025، وقّعت الولايات المتحدة وأوكرانيا اتفاقية استراتيجية لاستغلال وتوريد المعادن النادرة، تشمل عناصر مثل الليثيوم، النيوديميوم، والكوبالت، التي تُستخدم في الصناعات التكنولوجية والدفاعية (مثل البطاريات، الصواريخ، وأشباه الموصلات).
وتُقدّر احتياطيات أوكرانيا من هذه المعادن بأنها من الأكبر في أوروبا، وخاصة في مناطق دنيبروبتروفسك وزاباروجيا.
ثانيًا: أسباب توقيع الاتفاقية رغم الرفض الأوّلي من زيلينسكي
1. الضغط الأمريكي الاستراتيجي: واشنطن مارست ضغوطًا دبلوماسية على كييف باعتبار أن الشراكة في المعادن تدخل ضمن منظومة الدعم العسكري والسياسي ضد روسيا.
2. الإغراءات الاقتصادية: الاتفاق تضمن استثمارات أمريكية مباشرة في البنية التحتية التعدينية الأوكرانية بقيمة تتجاوز 3.2 مليار دولار.
3. التوازن الأوروبي: الاتحاد الأوروبي حاول إقناع زيلينسكي بعدم تسليم احتكار المعادن لدولة واحدة، لكن دعم واشنطن العسكري رجّح الكفة.
4. الضغوط من مجمع الصناعات الدفاعية الأوكراني: طالبت قيادات الصناعة بفتح السوق الأمريكية لتصدير المعادن لتعويض الخسائر في الشرق.
ثالثًا: تأثير الاتفاقية على العلاقات الأمريكية-الروسية
1. استفزاز مباشر لموسكو: روسيا تعتبر أوكرانيا ضمن مجال نفوذها، وتوقيع الاتفاق يُعد تصعيدًا اقتصاديًا إلى جانب التصعيد العسكري.
2. زيادة الهجمات الإلكترونية الروسية: ظهرت مؤشرات على تكثيف الهجمات الروسية على مواقع البنية التحتية الأوكرانية بعد توقيع الاتفاق.
3. إحياء الحرب الباردة الاقتصادية: موسكو اتهمت واشنطن باستغلال الموارد الأوكرانية لتعزيز التفوق التكنولوجي في مواجهة المعسكر الشرقي.
رابعًا: تأثير الاتفاق على المفاوضات الأمريكية الصينية
1. ورقة ضغط ضد الصين: الاتفاق يمنح أمريكا مصدرًا بديلاً للمعادن النادرة بعيدًا عن الصين، ما يُضعف ورقة الضغط الصينية في مفاوضات التجارة والتكنولوجيا.
2. رد فعل صيني غاضب: بكين أعلنت تحفظها رسميًا على الاتفاق واعتبرته تهديدًا مباشرًا لسوقها العالمية.
3. إعادة تقييم سلاسل التوريد: الصين بدأت بتشديد الرقابة على تصدير بعض المعادن، وردًا على الاتفاق قامت بفتح مفاوضات مع دول أفريقية لتأمين بدائل.
خامسًا: التأثير على استقرار أوروبا
1. تعزيز مكانة أوكرانيا داخل أوروبا: الاتفاق يُقوّي دور أوكرانيا كمورد استراتيجي، ويجعل من الصعب على الأوروبيين تجاهلها.
2. انقسام داخل الاتحاد الأوروبي: بعض الدول (مثل فرنسا وألمانيا) تخوّفت من انفراد واشنطن بالتحكم في موارد قد تهم السوق الأوروبية أيضًا.
3. زيادة التوترات الشرقية: وجود أمريكا المباشر في مناجم المعادن بالأراضي الأوكرانية الشرقية قد يشعل جولات عنف جديدة مع روسيا.
خلاصة التقرير
اتفاقية المعادن النادرة بين أمريكا وأوكرانيا ليست مجرد شراكة اقتصادية، بل هي نقلة استراتيجية في الصراع الجيوسياسي بين الغرب وروسيا والصين. جاءت بعد تردد من زيلينسكي، لكنه وافق تحت وطأة الواقع العسكري والاقتصادي.
الاتفاق يُعيد رسم خريطة النفوذ في أوروبا الشرقية، ويُصعّد التوترات بين القوى الكبرى، ويمنح واشنطن نفوذًا اقتصاديًا جديدًا في صراعها مع بكين.