13 يونيو 2025
مع بزوغ فجر الجمعة، 13 يونيو 2025 ، أطلقت إسرائيل عملية عسكرية غير مسبوقة على الأراضي الإيرانية، وُصفت بأنها الأعنف منذ نهاية حرب الخليج الثانية، في تصعيدٍ دراماتيكي أعاد إشعال فتيل التوتر في المنطقة. الهجوم جاء في إطار عملية أطلقت عليها "أسد النشوء"، مستهدفة مواقع نووية وعسكرية حساسة، بما في ذلك منشآت تخصيب اليورانيوم في نطنز وخرمآباد وإصابة مقرّي قيادة في طهران .
جاء الهجوم بعد أيام فقط من إدانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران بطلب تعاون أكبر في عمليات تفتيش، وتصاعد برنامج طهران في تخصيب اليورانيوم إلى 60%، ما أثار مخاوف دولية على نطاق واسع .
تفاصيل الضربات الإسرائيلية
الأهداف والمواقع
استهدفت إسرائيل منشآت تخصيب اليورانيوم في نطنز، بالإضافة إلى مصانع صواريخ في خرمآباد وتبريز .
قُصِفت مقار عسكرية تابعة للحرس الثوري في طهران، شملت مبانٍ سكنية في أحياء استهدفت ما وصفته طهران بأنها جرائم، وخلّفت خسائر مدنية .
الهجوم كان عنيفًا ومضبوطًا، إذ أشارت مصادر إسرائيلية إلى الاستفادة من مكاسب استخبارية ضخمة خلال العام الماضي، سمحت بالتخطيط لثلث ساعة من الضربات الدقيقة .
الخسائر في الكوادر والمسؤولين
تأكدت وفاة قادة بارزين: الجنرال حسين سلامي حاكم لقوات حرس الثورة، والجنرال محمد باقري، رئيس الأركان الإيراني .
قُتل أيضًا علماء نوويون بارزون: من بينهم فريدون عباسي ومحمد مهدی طهرانشي .
تقارير إيرانية محتملة عن وقوع "ضحايا مدنيين، بينهم أطفال" بسبب ضربات استهدفت أحياء سكنية
دلالات عسكرية واضحة
استخدمت إسرائيل طائرات انطلقت من قواعد بعيدة، ربما مزودة بتزود جوي للتزود وسط الرحلة، أو أطلقت صواريخ دقيقة من خارج المجال الجوي الإيراني عبر الأجواء العراقية، بحسب مصادر مقرّبة من الحدث .
أعلن الجيش الإسرائيلي عن تركيزه على صواريخ كروز وأسلحة جوية ذكية من طراز "رامجيت"، لتقليل احتمالات الاصطدام المباشر وتخفيف الضرر الجانبي.
رد الفعل الإيراني الفوري
أرسل مرشد إيران آية الله علي خامنئي رسالة تحذير شديدة اللهجة: أقرها كما ورد بـ"انتقام شديد وحاسم"، ونبّه إسرائيل إلى "الثمن الفادح" .
كما أعلن مصدر في الأمن الإيراني أن ردّ طهران سيكون "قاسياً وحاسمًا"، وأن التحضيرات التقنية والعسكرية جارية على أعلى مستوى، مع إمكانيات استخدام صواريخ أرض–أرض وطائرات مسيّرة بأهداف استراتيجية داخل وخارج المنطقة .
تحليلات الصحافة الإسرائيلية تشدت على ضعف الدفاعات الجوية الإيرانية في التصدي لهذه الضربات، واستخدموا ذلك كمؤشر على أن طهران ستعيد تنظيم وتحسين دفاعات الأجواء .
احتمالات توسّع الردّ بإسناد أذرع إقليمية
إيران تعتمد على شبكة واسعة من الحلفاء: من الحوثيين في اليمن، وميليشيات عراقية، مرورًا بحزب الله في لبنان، قد تُوظّفها إيران للرد على إسرائيل أو حلفائها، خصوصًا الولايات المتحدة .
تداعيات إقليمية وعالمية
الأسواق المالية والطاقة
مؤشر ستاندرد آند بورز E-mini انخفض بنسبة 1.7%، وناسداك 1.8% في التعاملات الآسيوية، بينما هبطت الأسهم الأوروبية والآسيوية بنحو 1% إلى 1.6%.
ارتفع خام برنت 9% إلى 75.36 دولار للبرميل، وارتفاع مماثل لخام WTI عند 74.20 دولار، في ظل مخاوف من تعطّل الإمدادات.
تحوّل المستثمرون إلى الذهب (زادت الأسعار 1.5% قرب المعدل القياسي البالغ 3,500 دولار/أونصة)، والعملات الملاذ: الفرنك السويسري والين الياباني.
الأجواء الدولية
حكومة الولايات المتحدة أكدت أن إسرائيل عملت "بمفردها"، ونأت بنفسها عن أي ضلوع، وأمهلت طهران تحذيرًا بعدم استهداف مصالحها .
البلدان الأسترالية والنيوزيلندية والأوروبية عبرت عن "قلق عميق" من التصعيد، محذرة من مخاطر انفلات الوضع الإقليمي، وطالبت بالتهدئة والعودة إلى الحوار .
الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنتا رصدهما للضربات، ولفتاه إلى ضرورة مراقبة مستويات الإشعاع بعد استهداف المفاعلات .
انعكاس على الملف النووي الأمريكي–الإيراني
الضربات جاءت قبل أيام فقط من انتظار إجراء الجولة السادسة من المحادثات النووية في مسقط/عُمان، وهو ما قد يعيد روح التصعيد بين واشنطن وطهران، عوضًا عن الحوار .
ملف التخصيب الإيراني ارتفع إلى 60%، وهو ما يمثل اقترابًا خطيرًا من العتبة النووية؛ ومواقف طهران خلال الأسبوع الأخير أكدت العزم على استكمالها رغم الضغوط .
التحليلات تشير إلى أن إسرائيل بهذا الهجوم أرادت تعطيل محادثات النووي بشكل عملي، وفرض وقائع على الأرض قبل أي تسوية دبلوماسية .
في النهاية فأن الهجوم الإسرائيلي يُعتبر أضخم عملية من طراز "الضربة القاضية" ضد إيران منذ الحرب العراقية–الإيرانية، ويُظهر قدرة استخبارية عميقة تنبّه إلى مواقع حساسة وزعماء في المؤسسة العسكرية الإيرانية
المعركة الإقليمية قد تتحول إلى مواجهة غير مباشرة شاملة تشمل الوجود الأمريكي وحلفاء إيران الإقليميين، مع نزاع محتمل في مضيق هرمز والعراق وسوريا واليمن.
الملف النووي يعاني أزمة ثقة ضخمة؛ الضربة قد تعرقل المحادثات، لكننا سنشهد ردّاً إيرانياً سريعاً، قد يشمل إعادة التخصيب وتطوير مفاعلات جديدة.
الأسواق والاقتصاد تعيش حالة انكماش واضطراب؛ النفط والذهب والعملات الآمنة مسرح لتقلبات أساسية — لا سيما إذا استمر تدفق التصعيد نحو الأسبوع المقبل.