شهدت العاصمة الليبية طرابلس في مايو 2025 تصعيدًا أمنيًا حادًا بعد مقتل عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة"، قائد جهاز دعم الاستقرار وأحد أبرز قادة الميليشيات المسلحة في المدينة
14 مايو 2025
شهدت العاصمة الليبية طرابلس في مايو 2025 تصعيدًا أمنيًا حادًا بعد مقتل عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة"، قائد جهاز دعم الاستقرار وأحد أبرز قادة الميليشيات في المدينة. أدى مقتله إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين جهاز دعم الاستقرار واللواء 444 التابع لوزارة الدفاع، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وتسبب في حالة من الفوضى الأمنية داخل العاصمة الليبية طرابلس.
خلفية الصراع
منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011، تعاني ليبيا من انقسام سياسي وأمني، حيث تتنافس حكومتان على الشرعية: حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وحكومة موازية في الشرق مدعومة من البرلمان وقوات المشير خليفة حفتر. هذا الانقسام أدى إلى تعدد الميليشيات التي تتنازع السيطرة على مناطق مختلفة من البلاد، خاصة في العاصمة طرابلس.
أطراف النزاع
جهاز دعم الاستقرار (SSA): يقوده عبد الغني الككلي، وكان يسيطر على مناطق واسعة في طرابلس، بما في ذلك حي أبو سليم، بالإضافة إلى إشرافه على مؤسسات أمنية وسجون.
اللواء 444: تابع لوزارة الدفاع بقيادة محمود حمزة، ويُعتبر من أبرز التشكيلات العسكرية في طرابلس، حيث يتمركز في مناطق جنوب العاصمة.
قوة الردع الخاصة:( تسيطر على مطار معيتيقة وأجزاء من وسط طرابلس، وتُعد من القوى الأمنية المهمة في العاصمة).
أسباب التصعيد
التنافس على النفوذ داخل ليبيا يعتبر من أهم أسباب الصراع الذي نشاء بعد مقتل الككلي في 12 مايو والذي تسبب في أحداث فراغ أمني استغلته قوات اللواء 444 للسيطرة على المناطق التي كانت تحت نفوذ جهاز دعم الاستقرار. هذا التحرك اعتُبر محاولة من حكومة الوحدة الوطنية لتعزيز سيطرتها على العاصمة وتقليص نفوذ الميليشيات المستقلة.
الخسائر والآثار
أسفرت الاشتباكات عن مقتل الككلي وستة أشخاص آخرين، بالإضافة إلى إصابة عدد غير محدد من المدنيين. تسببت المعارك في تعطيل الحياة اليومية في طرابلس، حيث أُغلقت المدارس والمحال التجارية، وتوقفت الرحلات الجوية في مطار معيتيقة. كما أُفيد عن فرار سجناء من سجن الجديدة خلال الفوضى الأمنية.
الوضع الحالي
وفي أطار تطورات الوضع الحالي في طرابلس أعلنت حكومة الوحدة الوطنية عن تعيين قيادة جديدة لجهاز الأمن الداخلي وحل جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، في خطوة تهدف إلى إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية.
ردود الفعل الدولية
أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها إزاء التصعيد الأخير، داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس وحماية المدنيين. كما أصدرت سفارات تركيا وبنغلاديش تحذيرات لرعاياها في طرابلس، مطالبة إياهم بالبقاء في منازلهم وتوخي الحذر.
التحديات المستقبلية
رغم السيطرة المؤقتة لحكومة الوحدة الوطنية على الوضع في طرابلس، إلا أن التحديات الأمنية والسياسية لا تزال قائمة، خاصة مع استمرار وجود ميليشيات خارج سيطرة الدولة. يتطلب تحقيق الاستقرار الدائم في ليبيا جهودًا مكثفة لإعادة توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تُنهي حالة الانقسام السياسي.
في هذا السياق، تظل الحاجة ماسة إلى دعم دولي فعّال يُسهم في تعزيز مسار السلام والاستقرار في ليبيا، بعيدًا عن التدخلات الخارجية التي تُفاقم من تعقيد المشهد الليبي.