رحبت جمهورية مصر العربية، اليوم الثلاثاء، بانتخاب كل من جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية ليبيريا لعضوية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كأعضاء غير دائمين، وذلك لمدة عامين تبدأ اعتبارًا من يناير 2026.
03 يونيو 2025
رحبت جمهورية مصر العربية، اليوم الثلاثاء، بانتخاب كل من جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية ليبيريا لعضوية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كأعضاء غير دائمين، وذلك لمدة عامين تبدأ اعتبارًا من يناير 2026. وقد تم انتخاب الدولتين من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال جلستها المنعقدة اليوم في مقر المنظمة الدولية بنيويورك، في خطوة تمثل دعمًا واضحًا لتمثيل القارة الإفريقية داخل أهم أجهزة حفظ السلم والأمن الدوليين.
وفي بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية المصرية، عبّرت القاهرة عن خالص تهانيها إلى حكومتي وشعبي الكونغو الديمقراطية وليبيريا بمناسبة انتخابهما لهذا المنصب الدولي الرفيع، مشيدةً بالدور الإيجابي الذي تلعبه الدولتان على الساحتين الإقليمية والدولية، وبسجلهما المتميز في دعم السلام والاستقرار في القارة الإفريقية.
وأكد البيان أن انضمام الكونغو الديمقراطية وليبيريا إلى عضوية مجلس الأمن غير الدائمة، يمثل قيمة مضافة حقيقية لتركيبة المجلس، حيث ستسهم الدولتان بشكل فاعل في إثراء المناقشات وصياغة القرارات المتعلقة بقضايا السلم والأمن، سواء على المستوى الإفريقي أو العالمي. وأضافت مصر أن هذا الانتخاب يعكس ثقة المجتمع الدولي في قدرات الدولتين الإفريقيتين، ويجسد التقدير الدولي لدورهما المتنامي في التعامل مع التحديات الأمنية والإنسانية في محيطهما الإقليمي.
وشددت مصر على أهمية هذا الحدث باعتباره فرصة لتجسيد مبدأ تعزيز التمثيل الإفريقي داخل المنظمات والهيئات الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن، الذي طالما دعت الدول الإفريقية إلى إصلاحه وضمان تمثيل عادل ومتوازن فيه، يعكس الواقع الجيوسياسي المعاصر ويوفر صوتًا حقيقيًا لقضايا القارة.
وأعربت الخارجية المصرية عن ثقتها الكاملة في قدرة كل من الكونغو الديمقراطية وليبيريا على الاضطلاع بمهامهما داخل مجلس الأمن بكل مسؤولية وكفاءة، مؤكدةً أن القاهرة تتطلع إلى التنسيق والتعاون الوثيق مع الدولتين الشقيقتين خلال فترة عضويتهما، من أجل دفع الأجندة الإفريقية على الساحة الدولية، والعمل المشترك لتحقيق الاستقرار الإقليمي، وتعزيز الأمن الجماعي، والتصدي للتحديات المشتركة التي تواجهها القارة.
كما أعادت مصر التأكيد على التزامها بدعم الشركاء الأفارقة في كافة المحافل الدولية، وإسهامها المستمر في الجهود الرامية إلى بناء نظام دولي أكثر عدالة وإنصافًا، يعكس تطلعات شعوب الجنوب، وعلى وجه الخصوص شعوب القارة الإفريقية التي تستحق تمثيلًا أقوى داخل أجهزة صنع القرار العالمي.
وفي ختام البيان، دعت مصر إلى استمرار العمل الجماعي من خلال الأطر متعددة الأطراف، بما يعزز من فعالية مجلس الأمن، ويمكنه من أداء دوره بشكل أكثر توازنًا واستجابة لاحتياجات الشعوب المختلفة، وليس فقط وفق مصالح القوى الكبرى. كما شددت على ضرورة تكثيف التنسيق الإفريقي في المحافل الدولية خلال الفترة المقبلة، لتوحيد الرؤى والمواقف بشأن أولويات القارة، وعلى رأسها قضايا التنمية المستدامة، ومكافحة الإرهاب، وتغير المناخ، وتسوية النزاعات المزمنة.
ويأتي انتخاب الكونغو الديمقراطية وليبيريا لعضوية مجلس الأمن غير الدائمة في وقت تشهد فيه القارة الإفريقية عددًا من التحديات المتشابكة، أبرزها النزاعات المسلحة، والتدخلات الأجنبية، وتغير المناخ، مما يعزز من أهمية وجود تمثيل إفريقي قوي داخل المجلس. ومن المأمول أن تسهم هذه العضوية في طرح وجهات نظر إفريقية مستقلة، ترتكز على أولويات الشعوب الإفريقية، بعيدًا عن الحسابات السياسية الدولية الضيقة.
الجدير بالذكر أن مجلس الأمن يتكون من 15 عضوًا، خمسة منهم دائمون يتمتعون بحق النقض (الفيتو)، وعشرة أعضاء غير دائمين يتم انتخابهم لفترات مدتها سنتان. ويُعتبر الانضمام للمجلس فرصة مهمة للدول لعرض رؤاها السياسية والأمنية، والمشاركة في صياغة القرارات الدولية بشأن القضايا الأكثر إلحاحًا على الصعيد العالمي.