29 سبتمتبر 2025
صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة مع موقع «أكسيوس» أن الجهود المبذولة للتوصل إلى خطة لإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة قد دخلت مراحلها الأخيرة، مشيراً إلى أن نجاح هذه المبادرة قد يفتح الباب أمام تسوية أشمل للصراع في الشرق الأوسط. وأوضح ترامب أن المفاوضات تحظى بدعم واسع من الدول العربية، وأن حركة «حماس» تشارك في العملية عبر وساطات إقليمية.
وأضاف الرئيس الأميركي أن «الجميع يريدون السلام، سواء العالم العربي أو إسرائيل وحتى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو»، مشيراً إلى أنه تلقى إشارات إيجابية من مختلف الأطراف بشأن الخطة. وأعرب عن أمله في تحقيق اختراق ملموس خلال لقائه المرتقب مع نتنياهو في واشنطن يوم الاثنين.
وأكد ترامب أن خطته لا تقتصر على وقف إطلاق النار في غزة، بل تهدف إلى استعادة مسار أوسع للسلام الإقليمي، قائلاً: «إذا تمكنا من تحقيق ذلك، فسيكون إنجازاً تاريخياً لإسرائيل وللشرق الأوسط بأسره».
من جانبه، كشف موقع «أكسيوس» أن المفاوضات شهدت لقاءً في نيويورك ضم مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف وصهر ترامب ومستشاره السابق جاريد كوشنر مع نتنياهو، في محاولة لسد الفجوات القائمة بين واشنطن وتل أبيب بشأن بعض بنود الخطة. وأبرز نقاط الخلاف تتعلق بشرط نزع سلاح «حماس» الذي تطالب إسرائيل بأن يكون ملزماً بشكل أكبر، إضافة إلى مسألة إشراك السلطة الفلسطينية في إدارة غزة، وهو ما يعتبره نتنياهو «خطاً أحمر».
وتتكون خطة ترامب من 21 بنداً، أهمها التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن خلال 48 ساعة من بدء الهدنة، وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع. وتشمل أيضاً إطلاق سراح نحو 250 أسيراً فلسطينياً محكوماً بالمؤبد، وما يقارب ألفي معتقل اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
كما تنص الخطة على صياغة نظام حكم بديل لحركة «حماس»، عبر مجلس يضم ممثلين دوليين وعرباً إضافة إلى السلطة الفلسطينية، إلى جانب تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة في غزة. ويُفترض أن تتولى قوة أمنية مشتركة من فلسطينيين وعناصر من دول عربية وإسلامية مسؤولية الأمن، بتمويل من هذه الدول لإعادة إعمار القطاع.
وتشمل المقترحات أيضاً عملية تدريجية لنزع سلاح «حماس» مع منح عفو لمن يتخلون عن العمل المسلح، وضماناً من إسرائيل بعدم ضم أي أراضٍ في الضفة أو غزة، وعدم استهداف قطر مستقبلاً. كما تتحدث الخطة عن مسار سياسي «موثوق» نحو إقامة دولة فلسطينية شرط إجراء إصلاحات جوهرية في بنية السلطة الفلسطينية.
في المقابل، أكدت حركة «حماس» مؤخراً أنها لم تتلق أي عروض جديدة من الوسطاء، موضحة أن المحادثات مجمدة منذ محاولة الاغتيال التي استهدفت قياداتها في الدوحة مطلع الشهر الحالي.