02 اكتوبر 2025
هزّ زلزال متوسط القوة مدينة إسطنبول وعدداً من المناطق الواقعة شمال غربي تركيا بعد ظهر اليوم (الخميس)، ما أثار حالة واسعة من الذعر بين السكان ودفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات احترازية عاجلة، في مقدمتها إجلاء الطلاب من المدارس وإيقاف الأنشطة داخل بعض المؤسسات العامة بشكل مؤقت، فيما لم تُسجّل أي أضرار كبيرة أو خسائر في الأرواح حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
وأفادت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) أن قوة الزلزال بلغت 5 درجات على مقياس ريختر، مشيرة إلى أن مركزه كان في بحر مرمرة قبالة سواحل محافظة تكيرطاغ، وعلى عمق يقدّر بنحو 6.7 كيلومترات. ووقع الزلزال في تمام الساعة 14:55 بالتوقيت المحلي (11:55 بتوقيت غرينتش)، حيث شعر به سكان إسطنبول وعدد من المدن القريبة بوضوح.
وعقب الهزة، خرج آلاف المواطنين من منازلهم ومكاتبهم بشكل عفوي إلى الشوارع والساحات العامة خشية وقوع هزات ارتدادية، فيما شهدت شبكات الهاتف المحمول ضغطاً كبيراً بسبب كثافة الاتصالات، ما أدى إلى انقطاع مؤقت في الخدمة بعد دقائق قليلة من وقوع الزلزال.
وفي بيان رسمي، أكد مكتب حاكم إسطنبول أن التقييمات المبدئية لم تُظهر أي مؤشرات على وقوع أضرار مادية جسيمة في المباني أو البنية التحتية، كما لم ترد تقارير حول سقوط ضحايا أو إصابات خطيرة. وأضاف البيان أن فرق الطوارئ تواصل أعمال الفحص الميداني للتأكد من سلامة المنشآت الحيوية ومتابعة الوضع عن قرب.
الزلزال أثار مخاوف بين السكان نظراً إلى حساسية المنطقة لوقوع مثل هذه الكوارث الطبيعية، حيث تقع تركيا على صدع زلزالي نشط. وتعد إسطنبول، المدينة التي يقطنها أكثر من 15 مليون نسمة، من أكثر المدن عرضة لمخاطر الزلازل، وهو ما يجعل أي هزة أرضية مهما كانت قوتها حدثاً مثيراً للقلق العام.
يُذكر أن الخبراء كانوا قد حذّروا في تقارير سابقة من احتمالية وقوع زلازل قوية في المنطقة بسبب طبيعتها الجيولوجية، وهو ما يدفع السلطات التركية إلى تنفيذ تدريبات دورية لخطط الإخلاء والاستجابة السريعة. وفي هذا السياق، شددت “آفاد” على ضرورة التزام المواطنين بالتعليمات الصادرة عن فرق الإنقاذ وتوخي الحذر من الشائعات التي قد تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ورغم أن الزلزال لم يسفر عن كارثة، إلا أنه أعاد إلى الأذهان الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في فبراير 2023 وأودى بحياة عشرات الآلاف، وهو ما جعل مشهد إخلاء المدارس وخروج الناس من المباني في إسطنبول اليوم محمّلاً بقلق جماعي، يعكس مدى حساسية المجتمع التركي تجاه أي اهتزاز أرضي مهما كانت شدته.