06 اكتوبر 2025
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عن الحصيلة الرسمية لقتلاه منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، كاشفًا أن عدد القتلى في صفوفه بلغ 1152 جنديًا، بينهم أكثر من 40% من فئة الشباب الذين لم يتجاوزوا سن الحادية والعشرين، وغالبيتهم من المجندين الإلزاميين.
ووفق ما أوردته صحيفة جيروزاليم بوست العبرية، فإن من بين القتلى 141 جنديًا تجاوزوا سن الأربعين، ومعظمهم من أفراد قوات الاحتياط أو من الضباط والجنود الذين مددوا خدمتهم العسكرية أو عادوا للالتحاق بالجيش بعد انتهاء خدمتهم الإلزامية.
وأشار التقرير إلى أن الخسائر الإسرائيلية طالت مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية، بما في ذلك الجيش والشرطة وجهاز الشاباك ووحدات النخبة الخاصة، في دلالة على اتساع نطاق المشاركة في العمليات العسكرية داخل قطاع غزة واستمرارها بوتيرة عالية منذ عامين تقريبًا.
وخلال اجتماع لجنة الموارد البشرية في الكنيست الإسرائيلي، وصف مسؤول بارز في وزارة الدفاع حجم الخسائر بأنها "صادمة وغير مسبوقة"، قائلاً: "السنتان الماضيتان من الحرب تعادلان 26 عامًا من الجنازات العسكرية"، في إشارة إلى العدد الكبير من القتلى، مشيرًا إلى أن ذروة الخسائر تمثلت في يوم واحد شهد 90 جنازة عسكرية.
من جانب آخر، ووفق إحصاءات وزارة الصحة في غزة، فإن العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023 أدى إلى استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب إصابة ما يزيد على 169 ألفًا آخرين. ولا تزال عشرات الجثامين تحت أنقاض المنازل المدمرة وفي الطرقات، وسط عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إليهم نتيجة القصف المستمر وغياب الممرات الآمنة.
وكان الاحتلال قد استأنف عملياته العسكرية في قطاع غزة في 18 مارس الماضي، بعد توقف دام شهرين إثر اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير، غير أن إسرائيل خرقت الاتفاق مرارًا عبر تنفيذ غارات جديدة واستهداف مناطق مأهولة بالسكان، ما أدى إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر.
كما ارتكب الجيش الإسرائيلي، ضمن عمليات توزيع المساعدات الإنسانية، مجازر بحق المدنيين الفلسطينيين الذين تجمعوا بانتظار المساعدات، إذ تعرض كثير منهم لإطلاق نار مباشر واستهداف متعمد، ما زاد من معاناة السكان الذين يواجهون مجاعة وأوضاعًا إنسانية مأساوية في ظل الحصار المستمر.
ويؤكد مراقبون أن ارتفاع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي يعكس حدة المعارك في غزة وطبيعة المقاومة الفلسطينية التي ما تزال تصمد رغم الدمار الهائل، في حين يواجه الاحتلال ضغوطًا داخلية متزايدة نتيجة طول أمد الحرب وتزايد خسائره البشرية والمادية.