29 سبتمتبر 2025
قدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتذارًا رسميًا لنظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وذلك بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قادة من حركة حماس داخل العاصمة القطرية الدوحة، وأسفرت عن مقتل خمسة من عناصر الحركة إضافة إلى ضابط أمن قطري. الاعتذار، الذي جاء بعد أيام من التوتر الدبلوماسي، اعتُبر مؤشرًا على عمق الأزمة التي أحدثتها العملية العسكرية، والتي وُصفت بأنها انتهاك صارخ للسيادة القطرية.
وبحسب ما أورده موقع "أكسيوس" الأميركي، فإن الاعتذار الإسرائيلي جاء خلال اتصال هاتفي متزامن مع اللقاء الذي جمع نتنياهو بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. اللقاء خُصص لمناقشة خطة سلام جديدة أعدها ترامب لوقف الحرب المستمرة في قطاع غزة، وتتألف من 21 بندًا، من أبرزها وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع المحتجزين خلال 48 ساعة، والانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من المدن المدمرة، إضافة إلى نشر قوة عربية لتأمين القطاع.
أعرب نتنياهو خلال الاتصال عن أسفه لمقتل ضابط الأمن القطري، وهو ما أكدت مصادر مطلعة أنه كان شرطًا رئيسيًا تضعه الدوحة لاستئناف جهود الوساطة بينها وبين حركة حماس. هذا الشرط يوضح مدى الانزعاج القطري من الضربة، التي لم تقتصر تبعاتها على العلاقات الثنائية فحسب، بل امتدت لتشمل علاقة الولايات المتحدة بقطر، حيث اعتبرت واشنطن العملية تقويضًا مباشرًا لجهودها الدبلوماسية.
الهجوم، الذي وقع في لحظة حرجة كانت الإدارة الأميركية تنتظر فيها رد حماس على مقترح ترامب للسلام، أثار حالة من الصدمة داخل البيت الأبيض، وأغضب عددًا من كبار مستشاري ترامب، الذين رأوا في التصرف الإسرائيلي خطوة معاكسة لمسار الوساطة. كما زاد من عزلة إسرائيل على المستويين الإقليمي والدولي، خاصة مع تصاعد الانتقادات من أطراف عربية وغربية رأت أن استهداف الأراضي القطرية يفتح بابًا جديدًا من التعقيدات.
المراقبون يرون أن اعتذار نتنياهو، رغم أهميته الرمزية، قد لا يكون كافيًا لترميم الشرخ الذي أحدثته الغارة. فاستعادة الثقة مع قطر تحتاج إلى خطوات ملموسة، لا سيما أن الدوحة تُعد أحد أبرز الوسطاء الإقليميين في الملف الفلسطيني. ومع استمرار الحرب في غزة وارتفاع الضغوط الدولية لوقفها، يبقى مدى نجاح خطة ترامب الجديدة مرهونًا بقدرة الأطراف على تجاوز تداعيات هذا الهجوم، وإعادة بناء مسار تفاوضي قد يقود إلى تهدئة شاملة.