24 نوفمبر 2025

كشف رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي السابق (الموساد)، يوسي كوهين، في كتابه الجديد الصادر بالإنجليزية تحت عنوان "سيف الحرية: إسرائيل والموساد والحرب السرية"، عن تفاصيل خطيرة تتعلق بمحاولة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة خلال الحرب المشتعلة منذ أكتوبر 2023، مؤكداً أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان العقبة الأساسية التي أسقطت هذه الخطة ومنعت تنفيذها.
وبحسب ما أورده كوهين في كتابه، الصادر في سبتمبر 2025، فقد تضمنت الخطة تهجير نحو 1.5 مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء ودول أخرى، على أن يكون التهجير "مؤقتاً" لحين انتهاء العمليات العسكرية. إلا أن القيادة المصرية، وفق ما يشير كوهين، رفضت رفضاً قاطعاً أي مساس بالأمن القومي المصري أو محاولة فرض واقع ديموغرافي جديد على حدودها الشرقية.
وتفتح تصريحات كوهين باب التساؤلات حول توقيت نشرها، خاصة أنها تأتي في ظل صراع سياسي داخلي تعيشه إسرائيل. ويرى محللون سياسيون أن الكتاب يمثل محاولة من كوهين لتقديم نفسه بديلاً للقيادة الحالية، بل تمهيداً لمنافسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في انتخابات 2026، إذ يعرض في كتابه سلسلة من عمليات الموساد التي شارك في قيادتها، من بينها سرقة الوثائق النووية الإيرانية والمساهمة في اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية في سوريا، بهدف إبراز قدراته الاستخباراتية والسياسية.
من جانبه، أوضح اللواء أركان حرب الدكتور وائل ربيع، الخبير في الشؤون الإقليمية، في تصريحات لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت"، أن ما يكشفه كوهين ليس جديداً بالكامل، إذ أن فكرة التهجير مطروحة في العقل الإسرائيلي منذ الأربعينيات، وسبق أن عرضها إسحاق رابين على الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، الذي رفضها بدوره. وأضاف ربيع أن مصر قيادة وشعباً تدرك تماماً خطورة هذه المخططات، وأن رؤساء الموساد المتعاقبين فشلوا في فرض أي سيناريو يمس الأمن القومي المصري أو القضية الفلسطينية.
أما اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، المحاضر في كلية القادة والأركان المصرية، فأكد أن كوهين يتباهى في كتابه بابتكار خطة التهجير المؤقت عام 2023، لكنه يعترف ضمنياً بفشلها بسبب موقف القاهرة الحاسم. ويرى كبير أن كشف هذه التفاصيل الآن يخدم هدفين رئيسيين: الأول محاولة كوهين تصوير الحكومة الحالية على أنها فشلت في حماية “الأهداف القومية” لإسرائيل، تمهيداً لترشحه لرئاسة الوزراء، والثاني إعادة طرح ملف التهجير تزامناً مع توتر التصريحات الإسرائيلية حول معبر رفح، بما يعزز استمرار الضغط على غزة وعرقلة مسار الهدنة.
وأشار كبير إلى أن إسرائيل لا تزال تمارس خروقات يومية للهدنة تجاوزت 200 خرق منذ 13 أكتوبر من العام الماضي، نتج عنها مئات الضحايا، ما يعكس – وفق قوله – إصراراً من جانب حكومة نتنياهو على إبقاء سيناريو التهجير ضمن حساباتها الاستراتيجية حتى اليوم.