في الذكرى الثمانين لانتصارها في "حرب المقاومة ضد اليابان" ونهاية الحرب العالمية الثانية، أقامت الصين، اليوم الأربعاء، أكبر عرض عسكري في تاريخها الحديث بساحة "تيان آن من" في بكين، بحضور لافت للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى جانب قادة ومسؤولين من 24 دولة.
استهلت المراسم بعرض تذكاري حمل فيه حرس الشرف العلم الوطني وسط إطلاق المدفعية وترديد النشيد الوطني "مسيرة المتطوعين"، بحضور عائلات شاركت أجيالها في الحرب، إضافة إلى ممثلين من دول الحلفاء.
العرض الضخم ضمّ أكثر من 10 آلاف جندي ومئات العربات والمدرعات والطائرات الحربية التي شكّلت الرقم "80" في السماء. وشاركت مختلف أفرع الجيش، من القوات البرية والبحرية والجوية إلى قوات الصواريخ وحفظ السلام. أبرز ما لفت الأنظار كان ظهور صواريخ "دونغ فنج-5 سي" الباليستية العابرة للقارات، القادرة على بلوغ أي هدف حول العالم، إلى جانب أنظمة دفاعية وطائرات مسيّرة وتقنيات عسكرية متطورة، ما اعتبر رسالة صريحة عن صعود بكين كقوة عسكرية كبرى.
وفي كلمته، شدد الرئيس شي جين بينغ على أهمية السلام وتعلم دروس التاريخ، مؤكدًا أن الصين ستحمي سيادتها وأمنها دون السعي إلى الهيمنة أو التوسع.
الاحتفال، الذي أعاد التذكير بخسائر الصين الكبيرة خلال الحرب، جاء في ظل أزمات دولية متصاعدة، من الحرب في أوكرانيا إلى التوترات في بحر الصين الجنوبي والملف النووي الكوري، ليحمل العرض أبعادًا سياسية تتجاوز إحياء الذكرى التاريخية.