12 سبتمتبر 2025
ندد مجلس الأمن الدولي، بالهجوم الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة مؤخراً، من دون أن يذكر إسرائيل بالاسم في بيانه الذي حظي بموافقة جميع أعضائه الـ15، بينهم الولايات المتحدة الحليف الأبرز لتل أبيب.
وجاء في البيان، الذي أعدته بريطانيا وفرنسا، أن أعضاء المجلس شددوا على أهمية خفض التصعيد، وأعربوا عن تضامنهم مع قطر، مؤكدين دعمهم لسيادتها وسلامة أراضيها. وأضاف البيان أن «إطلاق سراح الرهائن، بمن فيهم الذين قتلوا على يد حركة حماس، وإنهاء الحرب والمعاناة في غزة، يظل أولوية قصوى».
ومنذ هجوم «حماس» في 7 أكتوبر 2023 وما تبعه من حرب إسرائيلية على غزة، ظل المجلس مشلولاً إلى حد كبير بسبب الفيتو الأميركي المتكرر. لكن اللافت أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وجّه انتقاداً غير معتاد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب الغارة التي استهدفت قادة من «حماس» في قطر، معبّراً عن عدم ارتياحه لها.
وكانت إسرائيل قد حاولت اغتيال قادة سياسيين للحركة في الدوحة، وهو ما وصفه مسؤولون أميركيون بأنه «تصعيد منفرد» لا يخدم المصالح الأميركية ولا الإسرائيلية. وأعلنت «حماس» مقتل خمسة من أعضائها في الضربة، بينهم نجل خليل الحية، رئيس مكتبها السياسي في غزة. ويرى مراقبون أن هذا الهجوم يهدد بتقويض الجهود التي تقودها واشنطن للتوصل إلى وقف إطلاق نار ينهي حرباً مستمرة منذ نحو عامين.
وخلال جلسة لمجلس الأمن، وصفت روز ماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية، الغارات الإسرائيلية بأنها «تصعيد خطير صدم العالم»، مؤكدة أنها تمثل تهديداً مباشراً لأمن قطر التي اعتبرتها «شريكاً محورياً للاستقرار والسلام». ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس والاحتكام للدبلوماسية، مشددة على أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بات أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
من جانبه، اعتبر مندوب الجزائر لدى المجلس عمار بن جامع أن إسرائيل «تتصرف كأنها فوق القانون وكأن الحدود غير موجودة»، واصفاً الهجوم بأنه «اعتداء على الدبلوماسية والوساطة»، وداعياً المجلس إلى استخدام كل أدواته لردعها.
أما مندوبة الولايات المتحدة دوروثي شيا، فأكدت أن ترمب طمأن أمير قطر بأن مثل هذه الهجمات لن تتكرر على أراضيه، مضيفة أن «القصف الأحادي داخل قطر لا يخدم أهداف واشنطن أو تل أبيب». لكنها في الوقت ذاته شددت على أن «القضاء على حماس هدف مشروع»، مشيرة إلى أن ترمب يسعى لإطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب، وأن نتنياهو أكد له رغبته في السلام.