12 سبتمتبر 2025
إعلام عبري -
تشير تقديرات متزايدة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى أن الغارة الجوية التي نفّذت الثلاثاء واستهدفت قيادة حماس في الدوحة قد أخفقت في تحقيق أهدافها، وفق تقرير تلفزيوني إسرائيلي بُث مساء الخميس، والذي أشار إلى أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بذلك.
قالت القناة 12، نقلاً عن مصدر إسرائيلي لم يُكشف عن هويته، إن آخر المؤشرات المبلَّغ عنها للمؤسسة الدفاعية تفيد بأن المستهدفين لم يُقتلوا. وأبلغت الحكومة أيضاً يوم الخميس بأن العملية قد لا تكون قد حققت نتائجها المرجوة.
ويتقصّى مسؤولو الأمن الذين يدرسون الغارة احتمال أن تكون قوة التفجير المستخدمة غير كافية، أو أن قيادات من حماس انتقلت إلى جزء آخر من المبنى المستهدف قبل سقوط القنابل.
وكانت الضربة الجوية الإسرائيلية قد استهدفت اجتماعاً ضمّ كبار قادة حماس في الدوحة لبحث اقتراح جديد لوقف إطلاق النار برعاية أمريكية يهدف إلى إنهاء الحرب في غزة. وتردّدت أن أسماءً بارزة خارج غزة كانت حاضرة، من بينها خليل الحية قائد وحدات حماس في غزة، وزاهر جبارين قائد حماس في الضفة الغربية، ومحمد درويش رئيس مجلس شورى الحركة، ونزار عوض الله، إضافةً إلى خالد مشعل رئيس حماس في الخارج.
من جهتها، أكدت حركة حماس أن قياداتها العليا لم تُستشهد في الغارة، لكنها اعترفت بمقتل خمسة من عناصر المستويات الأدنى، بينهم جهاد لباد رئيس مكتب مسؤول بارز في حماس، وهمام الحية نجل خليل الحية، إضافة إلى ثلاثة أُوصفوا بأنهم “شركاء” — مستشارون أو حراس شخصيين: عبد الله عبد الواحد، ومؤمن حسونة، وأحمد عبد الملك. كما لقي عنصر أمني قطري حتفه، هو العريف بدر سعد محمد الحميدي الدوسري.
على الرغم من تصريحات حماس، لا تزال نتائج الضربة محاطة بالغموض: لم يظهر خليل الحية ولا أي من كبار مسؤولي الحركة في جنازة الرجال الستة التي أقيمت في الدوحة يوم الخميس، رغم تواجد أحد أبنائه بين القتلى.
في تطور دبلوماسي، أصدرت الجمعية العامة لمجلس الأمن بياناً مشتركاً نادراً يوم الخميس دان الضربات على الدوحة، داعية إلى خفض التصعيد ومُعربةً عن الأسف لسقوط ضحايا مدنيين، ومؤكدة دعمها لسيادة قطر وسلامة أراضيها. وذكرت وسائل إعلام أن الولايات المتحدة شاركت في دعم البيان، وهو ما عُدّ انعكاساً لاستياء الرئيس الأمريكي من الضربة الإسرائيلية.
وجاء في البيان أن أعضاء المجلس يؤكدون أهمية جهود الوساطة التي تقودها قطر ومصر والولايات المتحدة، ويُشدّدون على ضرورة إبقاء إطلاق سراح الرهائن وإنهاء المعاناة في غزة على رأس الأولويات، داعين إلى اغتنام فرصة السلام. لاحظ البيان أن إسرائيل لم تُذكر بالاسم.
عقد مجلس الأمن لاحقاً جلسة خصّصت لمناقشة الهجوم بحضور رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي اتهم إسرائيل بمحاولة عرقلة جهود إنهاء الحرب وإبداء الاحترام لأرواح الرهائن المحتجزة لدى حماس، مؤكداً على استمرار دور بلاده في الوساطة.
من جانبها، دافع سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، عن الضربة واعتبرها رسالة تحذيرية، مؤكداً أن إسرائيل ستستهدف قادة ما وصفهم بالإرهابيين أينما وُجدوا.