16 نوفمبر 2025

شهدت موانئ بورسعيد نقلة نوعية جديدة بعد افتتاح مجموعة من المحطات والخدمات اللوجستية المطوّرة، في خطوة تعكس حجم الجهد المبذول خلال السنوات الماضية لتحويل المنطقة إلى مركز إقليمي متقدم في حركة التجارة العالمية.
أولًا: التكلفة ومدة التنفيذ
جاء تنفيذ مشروعات التطوير وفق خطة مدروسة، بتكلفة تقديرية تراوحت بين
25 و30 مليار جنيه شملت أعمال البنية التحتية، تجهيز الأرصفة، تحديث نظم الإدارة، وتزويد الموانئ بالمعدات الحديثة اللازمة لمضاعفة القدرة الاستيعابية.
امتدت مدة التنفيذ ما بين ثلاث إلى أربع سنوات، رغم التحديات العالمية المرتبطة بسلاسل الإمداد والارتفاع الكبير في تكاليف المواد والخدمات خلال تلك الفترة.
ثانيًا: الشركات المنفذة
شارك في تنفيذ مشروعات تطوير موانئ بورسعيد عدد من أكبر الكيانات المصرية والدولية، أبرزها:
الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس – الجهة المشرفة.
الهيئة الهندسية للقوات المسلحة – تنفيذ أعمال البنية التحتية.
شركة موانئ دبي العالمية – شريك في الإدارة والتشغيل.
شركات المقاولات الكبرى مثل: المقاولون العرب، أوراسكوم، بتروجيت، وكونكريت بلس.
وقد شارك آلاف المهندسين والفنيين والعمال في تنفيذ المشروع في إطار عمل متواصل على مدار اليوم.
ثالثًا: العائد الاقتصادي واللوجستي
على المدى القصير
زيادة فورية في معدلات تداول الحاويات.
جذب خطوط ملاحية إضافية بعد جاهزية الأرصفة والمحطات.
خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة داخل بورسعيد ومدن القناة.
على المدى المتوسط
رفع القدرة التنافسية لمصر مقارنة بموانئ شرق المتوسط.
تنمية الإيرادات الدولارية من خدمات النقل البحري وإعادة التصدير.
تعزيز دور بورسعيد كمركز محوري للخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد.
على المدى البعيد
ترسيخ مكانة مصر كمركز لوجستي عالمي يربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا.
دعم مستدام لقناة السويس ورفع تصنيفها الدولي.
تحقيق عائد اقتصادي طويل الأجل من الصناعات المكملة والتخزينية وخدمات السفن.
رابعًا: إشادة بالقيادة السياسية والمسؤولين والعاملين
يمثل ما جرى في موانئ بورسعيد نموذجًا واضحًا لرؤية الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي وضع البنية التحتية وتنمية الموانئ في صدارة مشروعه الوطني لبناء الجمهورية الجديدة، إدراكًا منه لأهمية هذا القطاع في دعم الاقتصاد وزيادة قوة الدولة إقليميًا ودوليًا.
كما يستحق كل مسؤول ومهندس وفني وعامل شارك في هذا المشروع كل التقدير، بعد أن قدّموا نموذجًا محترفًا في العمل الجاد والتخطيط الدقيق وسرعة الإنجاز.
الخلاصة
افتتاح محطات موانئ بورسعيد ليس مجرد توسعة جديدة، بل هو خطوة استراتيجية تعكس قوة الإرادة المصرية في بناء مستقبل اقتصادي متطور، قائم على التخطيط والرؤية والعمل الميد
اني، ويمثّل إضافة حقيقية لموقع مصر على خريطة التجارة العالمية.