31 ديسمبر 2025

بأيّ لغةٍ أكتب؟
وقد أصاب العجزٌ الكلماتِ نفسها، ولأول مرةٍ ترى الأبجديةُ ذاتُها واقفةً في مكانها، في حيرةٍ من أمرها، متسائلة:
أيُّ الحروف تصف تلك المأساة؟
ما يحدثُ أوسعُ من حروفي، وأثقلُ من أن تحمله الجُمل، وأقسى من ان يُختصر في نص، أو يُحاصر بين نقطةٍ أو فاصلتين.
لكن عليكم الإفاقة في الحكم عليها قبل أن تُحاكموها.
أنا الحروف الأبجدية،
أنا التي وُلدتُ لأقاوم الصمت، حاربتُ الجاهلية، وفضحتُ الظلم، وأوقظتُ الوعي.
فكيف داهمني الخوفُ أمام ظلمٍ يفوقني، ودمارٍ أكبر من كلماتي، ما يحدثُ أوسعُ من حروفي، وأثقلُ من أن تحمله الجُمل.
فاعذروني، ولا تطلبوني،
ليس ضعفًا، بل دعوني أركدُ قليلاً حتى أرى طمأنينةً خفية. فالمسافة بين الكلمة والحدث بعيدة.
القلمُ حبر، والحدثُ دم وألم
سأعتكف، لا خوفًا بل استعدادًا، فاللغةُ لا تموت، وحين يشتدُ الظلام أخرجُ إلى النور، وقد جمعتُ طاقتي من جديد.
ليس لأن اللغة خذلتني،
بل لأن الدم سبق الحبر،
ولأن الحقيقة أوجعُ من أن تُقال.