21 ديسمبر 2025

سألتُ الدماءَ؟ بأي سعرٍ أنتِ؟
قالت: كيف تجرئين وتسألين الدماء بهذا السؤال؟
كيف تجرئين وتسألين من يجعلُ الروحَ حياءً وحياه؟
كيف تسألين الدماء بأن يكون له ثمن؟
وأنا الذي أجري في أوردتكِ، أحاربُ مرضك، وأحرسُ نبضكِ للحياه،
كيف تجرئين وتسألين وعن أي سعرٍ وبأي سعرٍ تتكلمين؟
أعلم جيدًا أن السؤال جنون، ولكن ما ننظر إليه أكثر جنونا!
يفقد العقل ويمزق الروح ويتركنا وحدنا في صمتٍ أعمى بين صراخنا ونزيفنا
وبين صراخ ضميرٍ يمزقنا ويتبعُنا مثل الشبح لا يفارقنا أبدا
سيذكرنا في كل وقت بل في كل لحظة عن تقصيرنا.
أتعبتني عيناي من الدماء التي تجري كالبحر في الطريق،
أتعبتني عيناي من هذا الجرحِ وألألمِ من الوجع الكاسر،
من وعود اطلقتُها نفسي لأطمئنان قلبي،
من هذا اللوم الذي أحمله، من نبضٍ لا اسمع منه إلا صوته وهو في الداخل يؤلمني،
من قلب فاقد الوعي وهو يجري بلاوعي،
أتعبتني عيناي من كسرةٍ طال بها الزمن وأصبح صوتي فيها يُشنقني.
كيف أوقفها وأمنع نزيفَها وكيف احمي ما تبقى منها، كيف؟ وكيف؟ وأن الحاجز يمنعُني.
وآهٍ وأنا أعلم أن الدماء صارت ماءً للناظري، مثل البحر والنهر .
علمتِ الأن لماذا أنا اسألُكِ؟