31 ديسمبر 2025

ما حدث في فرح أحد من عمت بهم "بلوى" النت والتيك توك، والذي تصدر المشهد مؤخرًا، ليس واقعة منفصلة، أو حفل خرج عن السيطرة!.
إنما هو عرض فاضح لمرضٍ واضحٍ أصاب مجتمعنا، أعان الله أبناءنا.
السؤال الذي مللنا تكراره، ولولا الضرورة ما طرحناه:
كيف وصل هؤلاء إلى ما وصلوا إليه؟
كيف يمكن لأشخاص لا يقدمون فنًا، ولا فكرًا، بل لا يقدمون شيئًا، أن يصبحوا نجومًا في غفلة من الزمان؟!
هم لا يقدمون نموذجًا يُحتذى، فلماذا يُحشد الآلاف لهم في مناسباتهم؟
تُفتح لهم القاعات، وتُسلَّط عليهم الكاميرات!
لقد ضاق صدرنا، وحار عقلنا، ونفد صبرنا، ولم يعد في قوس الصبر منزع!
ما نشهده على بعض منصات التواصل الاجتماعي، أو التفكك المجتمعي، ليس اختلاف أذواق، أو تنوعًا في أشكال التعبير!
لقد حدث تحول كبير وصل إلى حد الإسفاف الذي لا هو تنافس ولا اختلاف!
أوقفوا هذا العبث، والعُته، والاستخفاف، أوقفوا تحويل الفوضى إلى محتوى، والضجيج إلى شهرة، والتجاوز إلى نجاح!
كيف وصلنا إلى هذه النقطة؟
هل أصبح الصراخ بديلًا عن الغناء؟
كيف تُمنح الشهرة لمن يسيئون لبلدنا؟
نحن في أزمة يا سادة، أزمة قيم ومبادئ وذوق، وأخلاق، ومن قلب تلك الأزمة، لا بأس من استخلاص الفرصة بإعادة النظر في مراجعة تراخيص القاعات والأماكن العامة، فالقاعة التي استضافت الواقعة لم تكن مرخصة!
نحن هنا لا نتحدث عن مخالفة ورقية، بل تهديد حقيقي لأرواح الناس.
ما الذي يضمن لنا أنهم ملتزمون بتعليمات الحماية المدنية وهم غير مرخصون؟!
ألم يكن ممكنًا في ظل تلك الفوضى وتدافع الناس والتزاحم، أن يتحول الفرح إلى كارثة؟
طبعًا كان ممكن يحصل، ولكن الله سلَّم.
نعود إلى موضوعنا ونقول...
أوقفوا تصدير الرداءة، أو اعتبارها نجاحات، أعيدوا الاعتبار لقيمنا الأصيلة.
فالمجتمعات لا تُقاس بعدد الترندات، بل بما تقدمه من نماذج.
أوقفوا هذا العبط والتدني والشطط، حجموا المتنطعين والأشكال الغلط.
حفظ الله مصر