02 ديسمبر 2025

غضب في السماء، وارتجاف في الأرض، وعيناكَ شاردتان إلى علوً كأنك تبحث عن وجهٍ هربت منه الضحكاتُ يومُا، وترك لك ملامح متعبة
تهتز بين الدهشة والوجع.
تقف هناك، في المسافة بينك وبين الخيال، تنظر إليه كظلٍ تعرف أنه لا يملك القدرة على الحدوث، مجرد خيطٍ من وهمٍ كنت تطمئن لضعفه،
وتقول لنفسك: هذه خيالات، لا حياة لها ولا طريق.
لكن حين ينهار الفاصل بين الوهم والحقيقة، وتكتشف أن الخيال لم يكن يومًا ضعيفا، بل كان ينتظر لحظةٍ واحدة ليقف أمامك بقسوةٍ كاملة، تدرك أن الضربة تأتي أوجع حين تأتي من شيءٍ ظننته مستحيلا.
فالحقيقةمهما كانت مُرة
تأتيك وأنت مستعد،
تهزك هزًا خفيفًا كضربة توقعتها قبل أن تقع.
أما الخيال المحقق، ذاك الذي خرج من صدرك
كوحشٍ كان نائماً، ووقف في وجهك بلا مقدمات، فهو أشد، واقصى، يبني نهايات موجعة، وما مشاهد لو فكرنا أنها ستصبح واقعًا لأرتجفت أرواحنا قبل اجسادنا.
وحين يصبح الخيال واقعًا،
وحين يتحول الخوف الى أيام تعاش، نهتز من الداخل ونشعر بالطعنات في الروح لا في الجسد.
لأن ما نراه اليوم هو ما ركضنا منه طويلا، والا يصبح يوما حقيقة تخنقنا وتخنق الأمة العربية والإسلامية بل العالم كله بهذا الثقل، وبهذا الوجع، بهذا الخراب.
فالكِ الله يا غزة، فالكِ الله يا الفاشر .