19 نوفمبر 2025

وهل للدماءِ سعر؟
وهل للقلوبِ نبض؟
وهل للحياةِ وجود؟
قوسُ قزح، ذو الألوانِ السبعة، تحولَ وصارَ لونًا واحدًا فقط نعرفه، صارت عيوننا لا ترى سواه، وهو اللونُ الأحمر.
السماءُ حمراء، والأرضُ حمراء، الأشجارُ والزهورُ والورودُ حمراء،
وشُعاع شمسٍ يطلق سهامَه على الوجوهِ، حتى غدت الوجوهُ حمراء.
كل شيءٍ نراه أحمر،
قطرات تتطاير من حولنا،
تحدثُ إعصارًا يَنهشُنا،
يمزقنا حتى يصعبَ المامُها
فقط ننظر إلى الأجزاء المتناثرة، بقلبٍ معتصرٍ، متخاذلٍ، موجوعٍ، مكسورٍ، متألمٍ.
فهو الآن لا يقاسُ بالنبضِ،
بل بالوجعِ والألمِ والدموع.
لن تطفئ الدموع نارَ الفقد،
بل تزيدُها اشتعالًا.
وما نفع العمر إن ضاعَ في صمتٍ وغيابٍ، وفي خفاءٍ يخفي الجرحَ بلا شهود؟
صمت يحيط بي كجدارٍ بلا أبواب، أتنفسُ فراغًا،
وأسمع صدى قلبي في العدم، تسير خطواتي دونَ رحمة، وصارت الدموعُ تفهمها العيون، فهي لونُ الحزن، لونُ الفقد، لون لا يمكن الوثوقُ به، حتى نزيف القلبِ يشبهُه.
وفي خفاء القلب، ينبض وجع لا يُرى ولا يُنسى.