11 ديسمبر 2025

تواصلت الاشتباكات الحدودية بين تايلاند وكمبوديا لليوم الثاني، في تصعيد مفاجئ أسفر عن سقوط قتلى ونزوح واسع للمدنيين من المناطق الحدودية. وأدى تجدد القتال إلى زيادة المخاوف الدولية من اتساع رقعة النزاع وخروجه عن السيطرة.
بحسب تقرير لشبكة "بي بي سي"، فقد ارتفع عدد القتلى خلال الـ48 ساعة الماضية إلى ما لا يقل عن 10 أشخاص، في حين امتدت المواجهات إلى 6 مقاطعات في شمال شرق تايلاند و5 مقاطعات في شمال وشمال غرب كمبوديا.
وأعلنت الحكومة الكمبودية مقتل سبعة مدنيين وإصابة نحو 20 آخرين، بينما أكدت تايلاند مقتل ثلاثة من جنودها، أحدهم جراء انفجار قنبلة يدوية. ومع استمرار القتال، تم إجلاء أكثر من 125 ألف شخص إلى مراكز إيواء مؤقتة.
وتبادل الطرفان الاتهامات باستخدام أسلحة ثقيلة ضد مناطق مدنية. وأعلن الجيش التايلاندي أنه شن غارات جوية على "أهداف عسكرية" داخل الأراضي الكمبودية ردًا على هجمات قالت تايلاند إن كمبوديا نفذتها باستخدام أنظمة صاروخية وطائرات مسيّرة.
وفي المقابل، أكدت تايلاند أن عملياتها العسكرية تلتزم بالقانون الإنساني الدولي، مشيرة إلى أن هدفها هو تقليل قدرات الجيش الكمبودي دون استهداف المدنيين.
ضغوط دولية ونداءات للوساطة
مع تصاعد التوتر، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجانبين إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الموقع في يوليو الماضي، محذرًا من خطورة استمرار العنف.
كما ارتفعت الضغوط الدولية على رابطة "آسيان" للتدخل، في وقت أكد فيه المستشار الكمبودي سوثيراك بو أن "النزاع بات بحاجة إلى وساطة خارجية". كما انتقد وزير الخارجية التايلاندي محاولات التهدئة الشكلية، مؤكدًا ضرورة تحقيق "سلام حقيقي" وليس مجرد أوراق تفاهم.
ويعود أصل الخلاف الحدودي بين البلدين إلى أكثر من قرن، حين كانت المنطقة خاضعة للاحتلال الفرنسي، ما جعل النزاع الحالي امتدادًا لإرث طويل من التوترات التاريخية.