12 يونيو 2025
تصاعد القصف والضحايا المدنيين
شهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا لافتًا في وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية، لا سيما في محيط مراكز توزيع المساعدات.
قتل أكثر من 57 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، أثناء محاولتهم التزود بالطعام قرب مواقع تابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF) منذ صباح الأربعاء، حسب وزارة الصحة في غزة .
قصف إسرائيلي لمناطق في خان يونس وأبو صيان البطلة، مما أسفر عن سقوط 5 مدنيين مساء الخميس، منهم أم وابنها في أباسان الكبرى، وآخرون في منطقة المواسي .
إجمالًا، قُتل منذ صباح الخميس 80 مدنيًّا وأصيب العشرات، غالبيتهم من النساء والأطفال .
هذه الأرقام تدلل على أن عمليات الاستهداف تطال بشكل متزايد المدنيين، مما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية.
أزمة المساعدات واتهام إسرائيل بتعمد تعطيلها
مراكز توزيع الغذاء التابعة لـGHF أصبحت «مذبحة إنسانية» وفق تقارير:
منظمة الأمم المتحدة وصفت ما يحدث بأنه "خرق للمعايير الإنسانية" بعد مقتل أكثر من 220 شخصًا منذ بدء عملها في 27 مايو .
الاحتلال الإسرائيلي يبرّر إطلاق النار بأنه "تحذيرات"، زاعمًا أن المناطق المحيطة بهذه المواقع تشهد اشتباكات .
في المقابل، الحكومة الفلسطينية ووسائل إعلام غربية تصف هذه الأعمال بأنها "استهداف منهجي لطالبي الطعام"، ما يزيد شدة الأزمة الإنسانية.
نتيجة لذلك، حصل خلل خطير ومستمر في تسليم المساعدات، في ظل تزايد الاحتياجات وانعدام سلامة وصول تلك المساعدات للمستحقين.
انقطاع تام للاتصالات والإنترنت
أعلنت هيئة الاتصالات الفلسطينية انقطاع كامل لكافة خدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية في قطاع غزة، عقب ضربات استهدفت خطوط الألياف الرئيسية .
هذا العزل الرقمي يعزل السكان عن العالم الخارجي، وهو ما يمثل أزمة إنسانية في حد ذاته، حيث تعذر تنسيق جهود الإغاثة الطبية، التواصل الاجتماعي، وعدم قدرة الصحفيين والمغتربين على متابعة الأوضاع أو توثيقها.
الأمم المتحدة تصوت على مشروع قرار لوقف فوري لإطلاق النار
تجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الخميس 12 يونيو 2025 للتصويت على مشروع قرار يطالب بوقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وفتح المعابر الإنسانية إلى غزة .
الصيغة تأتي بعد فشل مساعي سابقة في مجلس الأمن، بسبب اعتراض الولايات المتحدة.
القرار ليس ملزمًا قانونًا، لكنه سيمثل ضغطًا سياسيًا دوليًا.
المرجح أن يكسب تأييدًا واسعًا من الدول الرافضة لتصعيد العنف، رغم اعتراض واشنطن .
هذا التصويت يشكل اختبارًا دوليًا لردود الفعل والأولويات، خاصة في ظل الانهيار الإنساني والتصاعد العسكري المتواصل.
الصراع على الرهائن واستعادة الجثث
أعلن جيش الاحتلال، يوم الإثنين الماضي، عن استعادة جثة رهينتين تم اختطافهما في هجوم أكتوبر 2023، وقد تم نقلهما إلى ذويهما عبر مفاوضات غير معلنة .
رغم ذلك، لا يزال مصير العشرات من الرهائن مجهولًا، والمفاوضات مع حماس مستمرة، وسط تقارير عن تباطؤ وتغيّر في ديناميكيات التفاوض.
التغيرات في قيادة "حماس"
أعلن عن تولي " إزّ الدين الحداد " قيادة حركة حماس في غزة بعد استشهاد " محمد السنوار " في مايو الماضي، مما يجدد الإطار القيادي للمقاومة الفلسطينية داخل القطاع .
الحداد ذكي وخبير استخدم في أكتوبر 2023، وهو الآن يحمّل نفسه مسؤولية التنسيق الدفاعي والسياسي، ويظهر ميلًا للتفاوض مقابل انسحاب إسرائيلي، رغم أنه يرفض الاستسلام الكامل.
تحركات دولية وتحذيرات أمنية
تسيير مسيرة مشي عالمية تتجه إلى معبر رفح ضمن المظاهرات الداعمة للشعب الفلسطيني؛ وتوقعت بدء تعبئة كبرى يوم 15 يونيو بمشاركة الآلاف، في إطار "مسيرة رفح العالمية" .
الولايات المتحدة حثت الدول على عدم المشاركة في مؤتمر نيويورك حول حل الدولتين المقرر بين 17 و20 يونيو، محذرة من "عواقب دبلوماسية" لمن يتخذ موقفاً معارضًا لإسرائيل .
هذه التحركات تؤكد أن النزاع يتخذ أبعادًا دبلوماسية وسياسية متشابكة، ويخرج إلى الساحة الدولية بضغط متزايد لتحقيق وقف إنساني.
الأثر البيئي والبنية التحتية المتدهورة
حالة البنية التحتية في غزة باتت في حالة انهيار شبه كامل:
شبكات الصرف الصحي توقفت بالكامل، مع تصريف يومي لمئات الآلاف من الأمتار المكعبة إلى البحر .
تضرر أكثر من نصف محطات الصرف والمياه بحلول منتصف عام 2025، ما تسبب في تفشي الأمراض وتفشي مشاكل بيئية تهدد البحر الأبيض المتوسط .
البنية التحتية الثقافية أيضًا تضررت بشكل واسع، حيث دُمرت 70% من المباني التاريخية وتضررت أكثر من 12 متحفًا ومئات المواقع الأثرية .
هذه الكارثة البيئية تجعل معالجة الوضع الإنساني أكثر تعقيدًا، وقد تستغرق إعادة الإعمار سنوات طويلة بتكلفة تتجاوز المليارات من الدولارات.
خلف الأربع الجدران: المشهد على الأرض
في الداخل، يعيش أهل غزة في مأساة:
الأطفال والنساء يتحملون تبعات القصف المتواصل، ويعانون من نقص في الغذاء والخدمات الطبية.
آلاف العائلات نزحت داخليًا، وفقدت مأواها، وتسجل حالات سوء التغذية بين القاصرين.
المستشفيات متهالكة، نشاز خدمات الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى الحصار التام والقطع المتكرر للمساعدات والمعونات.
الأنفاق تحت الأرض باتت منقذًا وحيدًا في بعض المناطق، إلا أن استهدافها من قبل الاحتلال زاد من مخاطرها الصحية والامنية.
التوقعات والأطر الزمنية القادمة
اليوم 12 يونيو : تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة والمتابعة الدبلوماسية المكثفة.
بين 15 و20 يونيو : مسيرة رفح العالمية ومؤتمر نيويورك للحوار حول حل الدولتين—محوران دوليان قد يحددان معالم المستقبل السياسي للملف الفلسطيني-الإسرائيلي.
توقع تصاعد الضغوط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، خصوصًا مع توالي العقوبات الأوروبية (أستراليا وكندا ونيوزيلندا والنرويج والمملكة المتحدة فرضوا عقوبات على وزراء إسرائيليين )
من المؤكد أن قطاع غزة يمر بأكثر مراحل الكارثة الإنسانية حدّة عبر 20 شهراً من الحرب. ما يحدث اليوم 12 يونيو 2025 هو ذروة مأساة مدنية تتعدى حدود الحرب لتشمل تدمير بنيات حيوية وإنسانية ودبلوماسية:
تصعيد عسكري يودي بحياة عشرات المدنيين يوميًا.
عزل رقمي كامل دون إنترنت أو تواصل.
انعزال إنساني حاد بانقطاع المساعدات.
صراع سياسي ودبلوماسي على الأرض وبين الأمم المتحدة.
تفاقم أزمة البنية التحتية البيئية والثقافية.