بحث


عبدالمنعم إبراهيم يكتب: التحرش: كيف نواجهه دون تخويف الضحية؟!..ياسين سبايدرمان.

01 مايو 2025

عبدالمنعم إبراهيم يكتب: التحرش: كيف نواجهه دون تخويف الضحية؟!..ياسين سبايدرمان.
عبدالمنعم إبراهيم

التحرش، سواء كان لفظيًا أو جسديًا أو إلكترونيًا، جريمة تهدد أمن وسلامة الأفراد، وتترك آثارًا نفسية عميقة على الضحايا. ورغم أن الحديث عنه أصبح أكثر شيوعًا في السنوات الأخيرة، إلا أن العديد من الضحايا ما زالوا يواجهون صعوبات في الإفصاح عما تعرضوا له خوفًا من اللوم أو التنمر أو التشكيك.

لماذا تخاف الضحية؟

الخوف الذي يعيق الضحية عن الحديث أو التبليغ ليس نابعًا من الجريمة فقط، بل من المجتمع الذي كثيرًا ما يحمّلها جزءًا من المسؤولية، أو يتعامل معها على أنها "جلبت ذلك لنفسها". نظرات الشك، والتعليقات الجارحة، والضغط العائلي، كلّها عوامل تخلق بيئة غير آمنة للضحية.

كيف نكسر دائرة الخوف؟

1. الإصغاء دون حكم: عندما تروي الضحية ما حدث، يجب الاستماع لها باحترام وهدوء، دون قطع أو استجواب أو التشكيك.


2. تجنب الأسئلة التي توحي باللوم: مثل "كنتِ لابسة إيه؟" أو "ليه ما صرختيش؟"، فهي تعزز شعور الذنب والخجل.


3. التأكيد على أن الخطأ ليس منها: الجاني وحده هو المسؤول عن التحرش. لا شيء يبرر فعلته.


4. عدم الضغط على الضحية: ليس من الضروري أن تتحدث أمام الجميع أو تذهب للشرطة فورًا إن لم تكن مستعدة. يجب احترام وتيرة تعافيها.

 

دعم الضحية نفسيًا

تشجيعها على التحدث مع مختص نفسي: العلاج النفسي قد يساعد في تجاوز الصدمة واستعادة الثقة بالنفس.

إحاطتها بدائرة دعم آمنة: من الأصدقاء أو أفراد الأسرة المتفهمين، أو مجموعات الدعم التي تضم ناجيات أخريات.

نشر الوعي المجتمعي: من خلال المدارس، الإعلام، ووسائل التواصل لخلق بيئة تعزز الثقة وتشجع الضحية على الكلام.

التركيز على التمكين لا الشفقة: يجب ألا نتعامل مع الضحية كإنسانة "مكسورة"، بل كمن نجا من تجربة مؤلمة ويستحق الاحترام والقوة.

التحرش بالأطفال: العدالة تبدأ بالحماية

التحرش بالأطفال من أبشع الجرائم التي تهدد براءة الطفولة وتترك جراحًا نفسية غائرة. ومن المؤسف أن بعض هذه الجرائم تقع في أماكن من المفترض أن تكون آمنة، كالمدارس.

قصة الطفل ياسين، البالغ من العمر 6 سنوات، واحدة من هذه الوقائع المؤلمة. فقد تعرض لتحرش جنسي على يد مدير مالي بمدرسة الكرمة في مدينة دمنهور. الأسرة لم تصمت، والمجتمع لم يغض الطرف، وبعد تحقيقات وتحرك قانوني، أصدرت المحكمة حكمها اليوم بمعاقبة الجاني بالسجن المؤبد، في رسالة واضحة أن القانون سيقف بقوة أمام كل من تسوّل له نفسه انتهاك براءة الأطفال.

هذه الحادثة تبرز أهمية وجود بيئة مدرسية آمنة، ورقابة على العاملين في المؤسسات التعليمية، إضافة إلى ضرورة تعليم الأطفال كيفية الإبلاغ عن أي تصرف مريب، مهما كان مصدره.

إن مواجهة التحرش تتطلب شجاعة مجتمعية، وعدالة حاسمة، واحتواء نفسي حقيقي للضحايا. والطفل ياسين ليس مجرد ضحية؛ بل رمز لقضية يجب ألا تسقط بالتقادم، ولا بالسكوت.


عبدالمنعم ابراهيم التحرش الطفل ياسين
شاهد أيضًا
عبدالمنعم إبراهيم يكتب: انتخابات نقابة الصحفيين 2025 بين مؤيد و معارض

عبدالمنعم إبراهيم يكتب: انتخابات نقابة الصحفيين 2025 بين مؤيد و معارض

28 ابريل 2025
عبدالمنعم إبراهيم يكتب: سوق السيارات في مصر.. أزمة ثقة أم بداية انتعاش؟

عبدالمنعم إبراهيم يكتب: سوق السيارات في مصر.. أزمة ثقة أم بداية انتعاش؟

26 ابريل 2025
عبدالمنعم إبراهيم يكتب: حسني مبارك... بطل المعركة الدبلوماسية لتحرير سيناء

عبدالمنعم إبراهيم يكتب: حسني مبارك... بطل المعركة الدبلوماسية لتحرير سيناء

25 ابريل 2025
عبدالمنعم إبراهيم يكتب: القنوات التي تبيع الهواء في مصر

عبدالمنعم إبراهيم يكتب: القنوات التي تبيع الهواء في مصر

24 ابريل 2025
رؤية إنطباعية لكتاب «مأساة إحدى وعشرين ملكة» للكاتبة الدكتورة رشا فاروق

رؤية إنطباعية لكتاب «مأساة إحدى وعشرين ملكة» للكاتبة الدكتورة رشا فاروق

23 ابريل 2025
يحيى الشربيني يكتب : التمدد التركي في أفريقيا .. استراتيجية النفوذ والتوسع الناعم في القارة السمراء

يحيى الشربيني يكتب : التمدد التركي في أفريقيا .. استراتيجية النفوذ والتوسع الناعم في القارة السمراء

23 ابريل 2025
مصطفى زايد يكتب: النبي الأحمر في نبوءة أنجيل برنابا.. كيف أرعب السيد البدوي جيوش الصليبيين؟

مصطفى زايد يكتب: النبي الأحمر في نبوءة أنجيل برنابا.. كيف أرعب السيد البدوي جيوش الصليبيين؟

16 ابريل 2025
يحيى الشربيني يكتب: إيران في مهب الريح : بين تصدعات الداخل وضغوط الخارج

يحيى الشربيني يكتب: إيران في مهب الريح : بين تصدعات الداخل وضغوط الخارج

09 ابريل 2025
مصطفى زايد يكتب: الذكر الليثي.. رقصة الروح في الجنوب المصري

مصطفى زايد يكتب: الذكر الليثي.. رقصة الروح في الجنوب المصري

09 ابريل 2025
صبرة القاسمي يكتب: نحو فجر جديد.. بكلمات النور نحمي شبابنا ومجتمعنا..  إهداء وتقدير لفضيلة المفتي

صبرة القاسمي يكتب: نحو فجر جديد.. بكلمات النور نحمي شبابنا ومجتمعنا..  إهداء وتقدير لفضيلة المفتي

07 ابريل 2025
الباحث في الشأن الصوفي مصطفى زايد يكتب:  الرد الشرعي على فتوى ياسر برهامي بعدم جواز نصرة أهل غزة بسبب المعاهدات

الباحث في الشأن الصوفي مصطفى زايد يكتب:  الرد الشرعي على فتوى ياسر برهامي بعدم جواز نصرة أهل غزة بسبب المعاهدات

06 ابريل 2025
يحيى الشربيني يكتب: انهيار دولة إسرائيل من الداخل.. الأسباب والمآلات

يحيى الشربيني يكتب: انهيار دولة إسرائيل من الداخل.. الأسباب والمآلات

01 ابريل 2025
د.إنجى البسيونى تكتب: رؤيتى الفنية والتاريخية لمسلسل معاوية

د.إنجى البسيونى تكتب: رؤيتى الفنية والتاريخية لمسلسل معاوية

29 مارس 2025
مصطفى زايد يكتب: الشيخ أحمد الرفاعي: عبقرية التصوف المتوازن بين الشريعة والحقيقة*

مصطفى زايد يكتب: الشيخ أحمد الرفاعي: عبقرية التصوف المتوازن بين الشريعة والحقيقة*

19 مارس 2025
د.شيرين الشافعي تكتب: المرأة المصرية قوة حقيقية وإنجازات مستمرة

د.شيرين الشافعي تكتب: المرأة المصرية قوة حقيقية وإنجازات مستمرة

19 مارس 2025
مصطفى زايد يكتب: أحمد التونى.. سلطان المدّاحين الذي لن يغيب

مصطفى زايد يكتب: أحمد التونى.. سلطان المدّاحين الذي لن يغيب

18 مارس 2025
يحيى الشربيني يكتب: الأكراد في سوريا.. من التهميش إلى الشراكة الوطنية

يحيى الشربيني يكتب: الأكراد في سوريا.. من التهميش إلى الشراكة الوطنية

12 مارس 2025
مصطفى زايد يكتب: مشروبات الصوفية.. سر القهوة والمشروبات الروحية في مجالس الذكر

مصطفى زايد يكتب: مشروبات الصوفية.. سر القهوة والمشروبات الروحية في مجالس الذكر

11 مارس 2025
د.مروة الشناوي تكتب: هل المعالج النفسي لازم يكون مثالي؟!

د.مروة الشناوي تكتب: هل المعالج النفسي لازم يكون مثالي؟!

11 مارس 2025
مصطفى زايد يكتب: معاوية بن أبي سفيان: بين التاريخ والطائفية.. كيف نقرأ الماضي دون أن نكرّس انقسام الحاضر؟

مصطفى زايد يكتب: معاوية بن أبي سفيان: بين التاريخ والطائفية.. كيف نقرأ الماضي دون أن نكرّس انقسام الحاضر؟

06 مارس 2025
التعليقات