14 يوليو 2025
في يوم الأحد 13 يوليو/تموز 2025، عاشت محافظة السويداء – المعقل الأبرز للطائفة الدرزية في جنوب سوريا – واحدة من أعنف المواجهات الطائفية والعشائرية التي عرفتها البلاد منذ بداية العام. فقد اندلعت اشتباكات مسلّحة ضارية بين مجموعات درزية ومسلحين من القبائل البدوية ، وسط المدينة، في حادثة غير مسبوقة من حيث حجم الخسائر البشرية واتساع رقعة التوتر.
انطلقت شرارة الأزمة في ليلة الجمعة - السبت، عندما أقدمت مجموعة من البدو على نصب حاجز مؤقت قرب منطقة المسمية الواقعة على الطريق الدولي بين دمشق والسويداء، على خلفية سرقة شاحنة خضار. وأفادت مصادر ميدانية أن أفراد الحاجز اعتدوا على السائق – وهو شاب درزي – مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة وتركه في العراء.
ردًّا على ذلك، قام شبان دروز من داخل المدينة باحتجاز عدد من أبناء القبائل البدوية، مطالبين بإعادة السيارة ومحاسبة المتورطين.
لكن التوتر سرعان ما خرج عن السيطرة، ليشهد صباح الأحد تصعيدًا خطيرًا، تمثّل في مواجهات مسلّحة مباشرة في حيّ المقوس شرقي السويداء، وهو حيّ مختلط سكنيًا. ووفق شهود عيان، فقد استخدمت في الاشتباكات أسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف يدوية.
كما امتد القتال إلى ريف السويداء الغربي والشمالي، حيث شنّت مجموعات مسلحة هجمات على نقاط وحواجز أمنية، مستخدمة معدّات ثقيلة وأسلحة نوعية، ما أدى إلى إغلاق الطريق الدولي دمشق–السويداء وفرض حظر شبه كامل على الحركة، خاصة عند حاجز المسمية الذي شهد الأحداث الأولى.
تفاوتت تقديرات عدد الضحايا، لكن كل التقارير أجمعت على أن حصيلة القتلى والجرحى كبيرة وغير مسبوقة منذ أشهر:بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان (SOHR)، فإن ما لا يقل عن 15 شخصًا لقوا مصرعهم، فيما أصيب أكثر من 50 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
في تقرير لاحق، أفاد المرصد أن الضحايا يشملون 27 درزيًا بينهم طفلان، و10 من البدو، في حصيلة أولية بلغت 37 قتيلًا.
منصة "الشام الإخبارية" نقلت عن مصادر محلية أن العدد الإجمالي قد تجاوز 60 ضحية بين قتيل وجريح، منهم 17 درزيًا و4 من البدو، إضافة إلى عشرات الجرحى بينهم أطفال.
في المقابل، ذكرت شبكة "السويداء 24" أن عدد القتلى بلغ 7 أشخاص بينهم طفل، مع 32 جريحًا في الساعات الأولى من المواجهات.
وبحسب التقديرات الراجحة، فإن العدد النهائي للضحايا يُحتمل أن يصل إلى ما بين 15 إلى 18 قتيلًا، وأكثر من 50 مصابًا، بعضهم في حالات حرجة.