01 سبتمتبر 2025
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أن وثيقة داخلية سرية أعدها الجيش الإسرائيلي أقرت بشكل واضح بفشل عملية "عربات جدعون" التي أُطلقت في قطاع غزة خلال مايو/أيار 2025. ووفق ما نُقل عن هذه الوثيقة، فإن العملية لم تحقق الأهداف التي وُضعت لها مسبقاً، وعلى رأسها إخضاع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإجبارها على القبول بتفاهمات حول إعادة المحتجزين الإسرائيليين لديها.
وتشير التقارير إلى أن المجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينت" كان قد صادق في مطلع مايو على خطة العملية، التي رُسمت لتكون حاسمة عسكرياً وسياسياً، عبر ثلاث مراحل متتابعة تستخدم خلالها خمسة أدوات ضغط أساسية ضد حركة حماس. وتمثل الهدف الاستراتيجي للعملية –بحسب المخطط– في إرغام الحركة على الدخول في صفقة تبادل أسرى، بالتوازي مع تفكيك بنيتها العسكرية والتنظيمية داخل القطاع.
وقد بدأ الجيش الإسرائيلي فعلياً بتنفيذ الخطة من خلال استدعاء عشرات الآلاف من قوات الاحتياط، مع تكثيف العمليات البرية والجوية على مناطق واسعة من غزة. غير أن الوثيقة المسربة أوضحت أن هذه الإجراءات لم تحقق الاختراق المطلوب، إذ فشلت في تغيير موازين القوى الميدانية أو دفع حماس نحو القبول بالشروط الإسرائيلية.
كما كشفت هيئة البث الرسمية في الخامس من مايو أن العملية تضمنت هدفاً معلناً يتمثل بالسيطرة الكاملة على قطاع غزة، إلا أن المعطيات الحالية تعكس تعثراً واضحاً في الميدان، وتراجع قدرة الجيش على فرض واقع جديد. ويعكس هذا الإقرار بالفشل، بحسب مراقبين، أزمة داخلية إسرائيلية تتعلق بمدى جدوى استمرار العمليات العسكرية في ظل الخسائر البشرية والمادية وتزايد الضغوط السياسية والأمنية.