06 سبتمتبر 2025
أعلن جيش الاحتلال يوم السبت أنه يتعين على سكان مدينة غزة التوجه نحو الجنوب، مع استمرار تقدّم قواته داخل أكبر منطقة حضرية في قطاع غزة.
ومنذ أسابيع تشن القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية في ضواحي المدينة الواقعة شمال القطاع، تنفيذًا لتعليمات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أكد أن السيطرة على غزة ضرورية باعتبارها مركزًا رئيسيًا لحركة حماس، التي شنّت هجومًا على إسرائيل في أكتوبر 2023 وأشعلت شرارة الحرب المستمرة.
ويهدد هذا الهجوم بتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين لجؤوا إلى المدينة منذ بداية الحرب المستمرة منذ نحو عامين. وكانت المدينة تحتضن قبل الحرب نحو مليون نسمة، أي ما يقارب نصف سكان القطاع.
وكتب المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي على منصة "إكس" أن على السكان التوجه إلى منطقة المواصي الساحلية في خان يونس جنوب القطاع، حيث ستتوفر لهم خدمات إنسانية مثل الغذاء والرعاية الطبية والمأوى. وأضاف: "نعلن أن منطقة المواصي ستكون منطقة إنسانية… سارعوا بالانتقال إليها، فالآلاف سبقوكم بالفعل".
وقال الجيش يوم الخميس إنه يسيطر حاليًا على نحو نصف مدينة غزة، وعلى ما يقرب من 75% من مساحة القطاع. ورغم ذلك، رفض بعض السكان النزوح مجددًا بعد أن عادوا إلى المدينة عقب موجات نزوح سابقة.
وتشهد المدينة منذ أسابيع غارات جوية مكثفة وتقدّمًا بريًا عبر ضواحيها، فيما اقتربت القوات الإسرائيلية خلال الأيام الماضية من مركزها.
وبحسب مصادر إسرائيلية، أصدر نتنياهو، بدعم من شركائه اليمينيين في الائتلاف الحكومي، أوامر بالسيطرة على المدينة رغم معارضة بعض القيادات العسكرية. وقد استُدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لدعم العملية.
كما تسببت الحرب في عزلة دبلوماسية متزايدة لإسرائيل، إذ وجّه بعض حلفائها التقليديين انتقادات شديدة لعملياتها التي دمّرت مساحات واسعة من غزة.
ملف الرهائن وصفقة محتملة
في السابع من أكتوبر 2023، احتجز مقاتلون فلسطينيون 251 رهينة خلال هجومهم على بلدات جنوب إسرائيل، أسفر أيضًا عن مقتل نحو 1200 شخص. ويُعتقد أن 20 من أصل 48 رهينة متبقين ما زالوا على قيد الحياة.
ووفق وزارة الصحة في غزة، تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 64 ألفًا، بينما يواجه القطاع أزمة إنسانية خانقة نتيجة الدمار الواسع.
تتصاعد داخل إسرائيل الدعوات لإنهاء الحرب عبر اتفاق يضمن الإفراج عن جميع الرهائن. لكن نتنياهو يسعى إلى التوصل إلى صفقة "شاملة" يتم بموجبها إطلاق جميع الرهائن دفعة واحدة مقابل تسليم حماس لسلاحها.
ويقول جيش الاحتلال إنه قضى على عدد من أبرز قادة حماس وآلاف من عناصرها، ما أضعف قوتها العسكرية. في المقابل، تعرضت حماس لإطلاق سراح بعض الرهائن مقابل وقف إطلاق نار مؤقت، وهي صيغة سبق مناقشتها في يوليو الماضي قبل انهيار المفاوضات التي رعتها الولايات المتحدة ودول عربية.
من جهته، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة أن واشنطن تجري مفاوضات "مكثفة" مع حماس. وتطالب الحركة منذ البداية بإنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية مقابل الإفراج عن الرهائن.
وكانت معظم عمليات الإفراج السابقة قد جرت بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر. لكن المفاوضات الأخيرة انهارت وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين بعدم الجدية.
بدوره، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم الجمعة على أن العمليات العسكرية ستتواصل بوتيرة متصاعدة إلى أن تستجيب حماس لشروط إسرائيل المتمثلة في إطلاق سراح الرهائن والتخلي عن السلاح، محذرًا من أن البديل سيكون القضاء على الحركة بالكامل.