10 سبتمتبر 2025
يزخر كيان الروائى بالصخب الفكرى فلا يشعر بالوحدة قط ، فهو دائما ممتلئ بتفاصيل أبطال حكاياته الذين صنعهم على عينيه،
فكل بطل وبطلة كتب عنهم يوما ما لا يرحلون عنه بل يظلوا معه فى أروقة الذاكرة يتحركون ويبتسمون ويبكون ويتمردون.
يتذكرهم فى المواقف الحياتية التى تشبههم والجمل والكلمات التى صاغتها ألسنتهم بواسطته،
وتظل أشباحهم تسكن كهفه وتحاوره، ولا تزال ذاكرته مثقله بمعاناتهم،
وجوارحه معجونة بأحاسيسهم ، يتذكر أتراحهم وما تيسر من أفراحهم فيقف بمحاذاتهم يشاركهم الخوف والألم والعشق والحنين،
يتمرد بهم على الظروف ويتعلم منهم كيف تكون التضحيات فيكتسي بثوب الحكمة ،
ولا يفتأ يتخفى فى ظلالهم ليصبح قلبه جسرا بين عالمه الخاص وعوالمهم الصاخبة ،
يجلس خلف جدار الصمت ليصيغ مصائرهم ،غير عابئ بضجيج قلبه هو ،
يحتسى بتؤدة قهوة الراوى العليم ثم ينهال على الورق بجرعات شرهة من الحزن تارة
فيدمع الحبر على خد السطور ويملأ كاساته بزخات الدهشة تارة فيتجدد برق الشغف فى ظلام الرتابة،
فيصيغ حيوات مختلفة تظل فى نزال مع قدرها المحتوم ، حيوات تخيلها ذات بؤس ؛
فأجبر القلم أن يخطها ليعيد تدوير الخيبات ويصنع من الانكسار أمل ،
ثم تحين اللحظة الحاسمة لغلق الستار فيقرر وحده إما أن يطلق على أبطاله رصاص الرحمة أو … قبلة الحياة.