بحث


فاطمة أشرف فخري‏‏ تكتب: دعوات زائفة وكلام معسول والكيد الأعظم

10 سبتمتبر 2025

فاطمة أشرف فخري‏‏ تكتب: دعوات زائفة وكلام معسول والكيد الأعظم

في الحقبة الزمنية التي نعيشها ،وخصوصًا في عقدنا الحالي والماضي ،أنتشر أمر مهزلي تحت بند أنهم عابري سبيل ليس من اللطيف ردهم ،

دعوات زائفة وكلام معسول وأمور توددية لترفق بهم ،ولكن ليست هذه المشكلة ،

وقبل أن أُعد لك المشكلة سأحتاج منك أن تسترجع أمورهم ونتائج فعالهم وهل يستحقون تكبير من هول الأمر أم لا.

في طريقي للجامعة ،أرصد طفل صغير سئم من دُنياه ،يجلس حاقب عينيه في الأرض ،يبيع مناديل لجلب الرزق ،

وفئة عمره بطريقهم إلى المدارس ،إن نظرت في بأس هذا الطفل ؛لن يأتي في عقلك سوى أمرين:

أحدهم أن أهله لا يملكون قوت يومهم ويحاولون بشتى الطرق في جلب الرزق (لا أستطيع تحديد مشروعيته الدينية) ولكنه قانوني ،

أما الآخر فقد أتى عن طريق الخطف في المطلق وأصبح هو مصدر جيد للتودد لِصغر سنه.

وفي الفئة العمرية الأخرى ،ترصد كهلاً،لا تعلم أهو سقيم أم الدنيا صدمت وجهه بأراذل أقدارها ،لتجده جالساً دامع العينين ،لا أعلم بأسه ؛

أهو كان يعمل وظيفة ليس بها معاش فكبر سنه ولا يقوى على العمل بعد الآن ،أم هو أخذ باليسير من الأمور فسلك هذا الطريق.

أما عن الكيد الأعظم في هذه الدائرة وهُن النساء ،وسأسرد لك أمرهم بنظري كصعيدية تعيش في القرى ولا ترى إلاهم ،

ستجد أنثى تجول الشوارع ؛عالية الصوت ،عابسة الوجه ،متسعة العينين ،تتودد وترصد ،

المشكلة لم تتمثل بالنسبة لي في شكواها أبداً، ولكن هناك أمر جَلل ،تذكر الطفل الذي حدثتك عنه في البداية ،

غالباً هي من تسببت في خطفه ،وميكانيكيات خطفهم تختلف وتتطور من وقت لآخر،

إحداهن تستغل وقت الظهيرة والناس نيام ،والأخرى تستدرج الطفل بوسيلة إقناعه بالحلوى الممزوجة بمُفقدات الوعي ،

والأخرى تستخدم مُفقدات وعي مباشرةً، وغيرهن كثيرات ،الأمر لن يكون بالمساومة والمغالاة في طلب الفدية ،إطلاقاً،

سيتعلم فريقٌ منهم التسول ،والآخر ستؤخذ أعضائه وتُباع بطرق غير مشروعة ،

وسيسرح البعض ،وأمور لا يمكن وصفها إلا بأنها مُختلة لا تصدر من بشر.

من هؤلاء من غلبه البأس ،ضاقت به دنياه ،لا يجد بالفعل قوت يومه ،

ولا يوجد طريقة مُباحة له إلاها ،وأنا هنا لن أركز على عقوبة أحد بقدر ما يهمني أن يكون هناك حل.

أقدم لك نفسي فتاة صعيدية من قرية بجنوب الأقصر ،وأنا تعمدت هنا ذكر الموقع ليتضح الضرر،

بلدتي له مكانة سياحية عالمية، بها ثلث أثار العالم ،مليئة بالجمال من كل جانب ليأتوا إليها السياح من كل حدبٍ وصوب ،

إذا رأى أحد السياح الأمر المهزلي في التسول ،هل هذا سيجلب لقلبه الرضا عما يحدث ؛

بل بالعكس سيُنغص عليه كل شئ تحت هيمنة إحتيال المعظم إن لم يكن الكل ،

وهذا الأمر إن وُجد في أي ضاحية من ضواحي الدولة سيجعل مكانة الدولة تهتز نتيجة لغش البعض. 

عودتنا بلدتنا أنها لا تسمح لأحد أن يَلج بها للسب أو الخطأ ولو عن طريق الغفلة؛

فأعتقد أن هناك حلول ولو لم تكن مثالية ولكنها على الأقل ستُحسن،إذا تم تبني هؤلاء الأطفال ووضعهم بمكان واحد (وليس الأحداث)،

لا أسميه ملجأ حتى لا ينغص عليهم دُنياهم ،ولٰكن لنعتبره مدرسة داخلية تتكفل برعايتها الدولة ورجال الأعمال،

تهتم بهم ،وتؤهلهم لطريق النجاح ،وصدقني سيخرج من بينهم الطبيب والمهندس والمعلم والمحامي والمترجم المثقف،

وربما الوزير وأيًا كان فالنتيجة سوية لمجرد أننا آمنا بهم وبقدراتهم ووضعناها في المكان الصحيح.

أما عن الكهل ،إن صُرف له معاش يفيه قوت يومه تحت بند التضامن الإجتماعي ،حياة كريمة، أو أي أمر من هذه الأمور ،وإن كان مريضاً يتم التكفل برعايته،

وتعليم أبنائهم وليس من المشترط حمل شهادة وفاة ليتم تجنبهم من الضغوطات المادية،

وتوظيفهم بقدراتهم بعد محو مبدأ الوساطة الذي نغص علينا حياتنا بلا مهرب ولا مفر منه.

وأخيرًا ،للنساء اللاتي من المفترض مني دعمهن لمجرد أنني أنتمي إلى جنسهن،أعتقد أنهن لا يحتاجن إلا رعاية ،

وكل إحتياجهم كان مُتمثل في التأديب ،أعلم أن عقوبة الخطف وبيع الأعضاء في مصر تُحدد وفقًا لقانون العقوبات المصري وقانون زراعة الأنسجة البشرية:

السجن المشدد وغرامة لا تقل عن مليون جنيه ولا تزيد عن مليوني جنيه لكل من أجرى أو ساعد في إجراء عملية نقل أو زراعة عضو بشري إذا ترتب على الفعل وفاة المتبرع.

العقوبات المقررة للاتجار بالأعضاء: السجن المؤبد أو الإعدام إذا تم نقل أو زرع عضو منقول بطريق التحايل أو الإكراه.

العقوبات المقررة لغير الأطباء: السجن المشدد وغرامة لا تقل عن 500 ألف جنيه ولا تزيد عن مليون جنيه لكل من خالف أحكام القانون.

-العقوبات المقررة للمتورطين في الجريمة: السجن لمدة لا تزيد على 5 سنوات وغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد على 300 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.

كما أن عقوبة الخطف في مصر صارمة وتتراوح بين السجن المشدد والإعدام،

وذلك وفقًا لقانون العقوبات المصري. إليك تفاصيل العقوبات:

-عقوبة الخطف بدون تحايل أو إكراه: السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات.

عقوبة الخطف مع طلب فدية: السجن المشدد لمدة لا تقل عن 15 سنة ولا تزيد على 20 سنة.

عقوبة الخطف بالإكراه أو التحايل: السجن المشدد لمدة لا تقل عن 10 سنوات.

عقوبة خطف طفل أو أنثى: السجن المؤبد.

عقوبة الخطف مع هتك عرض أو مواقعة المخطوف: الإعدام.

كما تنص المادة 285 من قانون العقوبات المصري على أن عقوبة خطف طفل وتعريضه للخطر وهو لم يبلغ 7 سنوات تتمثل في السجن لمدة عامين على الأكثر.

وتزداد العقوبة شدة إذا نتج عن تعريض الطفل للخطر وفاة أو إصابة بأذى.

وأعتقد أنه لا يوجد عقوبة يمكن أن تفيهم حقهم أكثر من هذه العقوبات، وإن وُجد حل يُقلل من هيمنتهم ؛فربما سيكون كاميرات المراقبة المنتشرة على أوسع نطاق ،

مع التركيز والتدقيق ،والمعاقبة إن وُجدت نية للتسول بلا مطلب واضح وصريح ،ومساعدة المحتاجات حقاً،سجون الغارمات تشهد بعفة أصحاب الحاجة.

قال اللّٰه تعالى في الآية ٢٧٣ من سورة البقرة: "لِلفُقَرَاۤءِ ٱلَّذِینَ أُحصِرُواْ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ لَا یَستَطِیعُونَ ضَربا فِی ٱلأَرضِ یَحسَبُهُمُ ٱلجَاهِلُ أَغنِیَاۤءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعرِفُهُم بِسِیمَـٰهُم لَا یَسـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِن خَيرٍ‏‏‏‏"‏‏‏.

صدقاتنا لأصحاب الحاجة، وأصحاب الحاجة عفتهم تمنعهم من السؤال ،فابحثوا عنهم ولَبوا مطالبهم، وكونوا عون لهم بعد الله سبحانه وتعالى.

والسلام ختام...‏‏‏ ‏‏‏‏


شاهد أيضًا
الحسين عبد الرازق يكتب: قرار حكيم لوزير التعليم!

الحسين عبد الرازق يكتب: قرار حكيم لوزير التعليم!

02 ديسمبر 2025
سماح صادق قناوي تكتب: غيوم قاسية

سماح صادق قناوي تكتب: غيوم قاسية

02 ديسمبر 2025
سماح صادق قناوي تكتب: احمرُ الوجع

سماح صادق قناوي تكتب: احمرُ الوجع

19 نوفمبر 2025
الحسين عبد الرازق يكتب: قراءة في كلمة الرئيس

الحسين عبد الرازق يكتب: قراءة في كلمة الرئيس

19 نوفمبر 2025
عبدالمنعم ابراهيم يكتب :افتتاح محطات موانئ بورسعيد إنجاز استراتيجي يرسّخ مكانة مصر اللوجستية عالمياً

عبدالمنعم ابراهيم يكتب :افتتاح محطات موانئ بورسعيد إنجاز استراتيجي يرسّخ مكانة مصر اللوجستية عالمياً

16 نوفمبر 2025
إبراهيم عمران يكتب: العمدة هاشم محمد هاشم… حضور مجتمعي ممتد ورهان أهالي المراغة في جولة الإعادة 2025

إبراهيم عمران يكتب: العمدة هاشم محمد هاشم… حضور مجتمعي ممتد ورهان أهالي المراغة في جولة الإعادة 2025

15 نوفمبر 2025
د.شيرين علوان تكنب: الخليّة الفدائيّة… حين يتحوّل حارس الجسد إلى خصمٍ شرس

د.شيرين علوان تكنب: الخليّة الفدائيّة… حين يتحوّل حارس الجسد إلى خصمٍ شرس

14 نوفمبر 2025
د.أحمد صفوت السنباطي يكتب: الصراع الخفي على موارد الفضاء والقوانين الكونية

د.أحمد صفوت السنباطي يكتب: الصراع الخفي على موارد الفضاء والقوانين الكونية

13 نوفمبر 2025
إبراهيم عمران يكتب: «شاعر المليون».. منبر يُجدد روح الشعر ويحتفي بالمواهب الأصيلة

إبراهيم عمران يكتب: «شاعر المليون».. منبر يُجدد روح الشعر ويحتفي بالمواهب الأصيلة

12 نوفمبر 2025
هويدا درويش تكتب: ياما كان فى نفسي

هويدا درويش تكتب: ياما كان فى نفسي

11 نوفمبر 2025
منال محمد تكتب: حياة بتموت

منال محمد تكتب: حياة بتموت

11 نوفمبر 2025
يحيى الشربيني يكتب: قرارٌ غامض يهزّ المنطقة… لماذا اختارت كازاخستان الانضمام للاتفاقيات الإبراهيمية في هذا التوقيت الحارق؟

يحيى الشربيني يكتب: قرارٌ غامض يهزّ المنطقة… لماذا اختارت كازاخستان الانضمام للاتفاقيات الإبراهيمية في هذا التوقيت الحارق؟

07 نوفمبر 2025
عيد فؤاد يكتب: حلم الأهالي..”مشروع الأجيال” تدشين مركز شباب

عيد فؤاد يكتب: حلم الأهالي..”مشروع الأجيال” تدشين مركز شباب

07 نوفمبر 2025
الحسين عبدالرازق يكتب: بين ترامب وممداني.. نيويورك على أعتاب مرحلة جديدة

الحسين عبدالرازق يكتب: بين ترامب وممداني.. نيويورك على أعتاب مرحلة جديدة

07 نوفمبر 2025
رقية فريد تكتب: «مصر».. أرض الكنانة والخلود

رقية فريد تكتب: «مصر».. أرض الكنانة والخلود

01 نوفمبر 2025
سماح صادق قناوي تكتب: خفاء قلب

سماح صادق قناوي تكتب: خفاء قلب

31 اكتوبر 2025
يحيى الشربيني يكتب: النيل لا يعرف الحدود.. مصر تتحرك لحماية السودان من الانهيار

يحيى الشربيني يكتب: النيل لا يعرف الحدود.. مصر تتحرك لحماية السودان من الانهيار

29 اكتوبر 2025
الحسين عبد الرازق يكتب:رسالة سلام من مصر

الحسين عبد الرازق يكتب:رسالة سلام من مصر

28 اكتوبر 2025
سماح صادق قناوي تكتب: ألَمُ أم أمل؟

سماح صادق قناوي تكتب: ألَمُ أم أمل؟

17 اكتوبر 2025
جرجس إبراهيم يكتب: «نادر شكري».. البرلمان وقضايا الأقباط

جرجس إبراهيم يكتب: «نادر شكري».. البرلمان وقضايا الأقباط

17 اكتوبر 2025
التعليقات