31 اكتوبر 2025

تَمَهل يا قلبُ، واجعل الهدوءَ طريقكَ،
وتوارَ عن أنظار المشاعرِ قليلًا،
وخذُ الساترَ كما يقولُ العامة .
تَيسر يا قلبُ،
فإنَ ضحكاتكَ عدو لجيرانِكَ،
وهي آلامُهم وأوجاعُهم،
قد تملكتهم الغيرةُ من كل تغيرٍ فيكَ،
فإذا أحسوا بقدومِ تلك الضحكاتِ،
وبدخولِ الفرحِ إلى قلبِكَ،
سيحيطونكَ بأسوارِ حسدِهم،
ويجعلونَ قلبكَ سجنًا لهم،
ويعتصرونَه بالألمِ والوجعِ.
فلتذهب إلى ضحكاتِكَ خفيًا دونَ علمِهم،
واشعر بالفرحِ، واخفِ ابتسامتَكَ،
واجعل قلبَكَ كنسيمِ الطائرِ الخفي الذي لم يشعر به أحد .
ولا تَتَعجب من تلك الكلمات،
فالألمُ والأوجاعُ — للأسف — أقوى من سعادتِكَ.
اذهب خفيًا،
وأشعر قلبَكَ بالقليلِ من السعادةِ والأمل،
وتخط بخطواتٍ قويةٍ مع تلك الابتسامةِ الغائبة،
فأنتَ تنسحبُ من دائرتكَ ببطءٍ،
وحينَها ستقوى عليهم،
وتظهر علنًا دونَ ضعفٍ أو خوفٍ،
بل ستظهر بكبرياءِ المنتصر،
واقفًا على قمةِ جبالِ سعادتكَ الغائبة فتمهل يا قلبُ .
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
